أخبار ثقافية

«لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة»

قرّر التشكيلي المصري المعروف محمد عبلة رد «وسام غوته» إلى الحكومة الألمانية احتجاجاً على موقفها «المشين» وانحيازها إلى الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، متذكراً قصيدة أمل دنقل «لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة». ومؤكداً أنّ ما يحدث في غزة لا يمكن أن يتحمله أي إنسان، مضيفاً «هذه إبادة جماعية ولا يمكن وصفها بأي شيء آخر»، مشدداً على أنّه لا يمكن أن يحتفظ بأي تكريم رسمي من الحكومة الألمانية.
لم تغير الحكومة الألمانية الرسمية لهجة خطابها تجاه جرائم الاحتلال بل دعمت الكيان بالسلاح ومارست المؤسسات الثقافية والفنية الألمانية قمعاً وإقصاءً للصوت المناصر لفلسطين. يرى محمد عبلة أنه يجب على أيّ مثقف أو فنان أن يسجّل موقفاً معارضاً لما يحدث في غزة، و«لا يجوز الصمت على هذه الإبادة الجماعية»، مشيراً إلى أنّ «عدم المساواة والكيل بمكيالين والكلام عن الفلسطينيين كأنهم ليسوا موجودين، أو أنهم ليسوا بشراً وآدميين، موقف يهز ضمير أي فنان ومثقف». وهو يؤكد أن موقفه طبيعي ولا يستحق الإشادة.

«وخوفُ الطُغاة من الأغنيات»

اقتحمت قوة خاصة «إسرائيلية» منزل عازف الكمان وأستاذ الموسيقى الفلسطيني، علي بكري، واعتقلته. بسبب عزف أغنية «عصفور طلّ من الشباك» أمام طلابه في مدرسة كفر ياسيف في الجليل الغربي، وعقّب بعد الأغنية متحدثاً إلى تلاميذه بالقول إنه: «ليس من حقنا أن نضع عصفوراً في قفص حتى لو أحببناه. يحق للعصفور أن يعيش بحرية، فكيف بمن يعيشون في غزة كأنهم في سجن كبير؟».
أرسلت «دولة» الاحتلال بداية وحدة خاصة من الشرطة إلى المدرسة ثم إلى البيت. وأكدت زوجته أنّ الوحدة الخاصة «عاثت في البيت خراباً». وتعمّدت الشرطة «الإسرائيلية» استعراض قوّتها، ووصفت ما جرى بــ «مسرحية هي جزء من سياسة الترهيب لتطبيق سياسات تكميم الأفواه في أراضي الداخل المحتل».
ما جرى يذكّر بمقطع من قصيدة لمحمود درويش، يقول فيها: «وخوفُ الطُغاة من الأغنيات». فقد بات واضحاً أن الاحتلال «الإسرائيلي» لا يخاف من الأغنيات فحسب، بل من كلّ ما يذكّر بفلسطين، وبالعائلات التي تصرّ على هويّتها الفلسطينية مهما كان الثمن.