كيف كانت سورية عشية الوحدة؟ (1)
تايه الجمعة تايه الجمعة

كيف كانت سورية عشية الوحدة؟ (1)

نتحدث في بضع حلقات عن جزء منسي نسبياً من تاريخنا المعاصر، وهو الأجواء السياسية التي سادت عشية الوحدة بين سورية ومصر، تذكيراً بحقبة هامة من حياة السوريين.

سقطت ديكتاتورية أديب الشيشكلي في العام 1954، بانتفاضة شعبية وعسكرية، وبدأت مرحلة جديدة من حياة سورية استمرت حتى الوحدة عام 1958، وهو عهد النظام البرلماني الديمقراطي الذي تميز بنهوض كبير في الحركة الجماهيرية والحركة الوطنية. وفي أيلول ١٩٥٤ جرت انتخابات نيابية كانت الأولى في تاريخ سورية: الأكثر حرية.
انتخب إلى البرلمان عدد كبير من النواب الديمقراطيين وكان بينهم _ خالد بكداش _ الأمين العام للحزب الشيوعي في دمشق. والذي كان أول نائب شيوعي في العالم العربي. وكان نصراً كبيراً للحزب الشيوعي وسياسته، سياسة الجبهة الوطنية، كما وصل إلى البرلمان 16 نائباً يمثلون حزب البعث العربي الاشتراكي وعدد آخر من الشخصيات التقدمية والمستقلين الذين دعمهم الحزب الشيوعي مثل فؤاد قدري. وبالرغم من بقاء أكثرية المقاعد بأيدي الحزب الوطني وحزب الشعب وحصول الفئات اليمينية المتطرفة على بعض المقاعد، تشكل في البرلمان ولأول مرة في تاريخ سورية تجمع يساري متين وهو التجمع القومي البرلماني المؤلف من النائب الشيوعي والنواب البعثيين ومجموعة (المستقلين). ولعبت هذه الجبهة دوراً مهماً خلال فترة 1955-1957.
وصوّت الحزب الشيوعي في انتخاب الرئاسة لخالد العظم الذي كان يمثل فئات البرجوازية الوطنية غير المرتبطة بالرأسمال الأجنبي والمكافحة من أجل استقلال البلاد الاقتصادي ومن أجل السلم وضد الحرب. (بسبب تعاطفه مع الاتحاد السوفييتي سمي خالد العظم المليونير الأحمر).

معلومات إضافية

العدد رقم:
1107
آخر تعديل على الأحد, 29 كانون2/يناير 2023 22:36