انتفاضة العبيد في عيد الميلاد

انتفاضة العبيد في عيد الميلاد

في يوم عيد الميلاد عام 1831، أشعل 60 ألف أفريقي مستعبد في جامايكا أكبر انتفاضة في تاريخ جزر الهند الغربية البريطانية. وأثرت انتفاضة عيد الميلاد بشكل مباشر على إلغاء العبودية في عام 1833 والتحرر الكامل عام 1838.

 في أواخر كانون الثاني 1831، كان المزارعون البيض الجامايكيون ينامون بهدوء في أسرتهم. بينما انتشرت الشائعات منذ فترة طويلة عن التذمر بين الأفارقة المستعبدين المقيمين في المزارع في جميع أنحاء الجزيرة. وقبل أن يعرفوا ذلك، أضرمت النيران في الجزيرة عندما قام عشرات الآلاف بتسليح أنفسهم للقتال من أجل حريتهم.
من الضروري فهم البنية الاجتماعية لجامايكا المستعمرة في القرن التاسع عشر. والتي كانت مثل الكثير من جزر الهند الغربية تحت سيطرة أقلية من المستوطنين الأوروبيين البيض والمتاجرين بالبشر وأصحاب المزارع، مقابل الأغلبية الأفريقية المستعبدة في الجزيرة.
وإدراكاً منهم لأقليتهم نشر المزارعون عنفاً شرساً لتأديب عبيدهم، واستخدموا ثروتهم ونفوذهم الكبير للضغط ضد دعاة إلغاء عقوبة الإعدام في البرلمان والصحافة. لكن على الرغم من جهودهم، كانت الشمس تغرب على العبودية في الإمبراطورية البريطانية، وأخذ العبيد زمام الأمور بأيديهم.
نظم العبيد شبكة واسعة من الاتصالات والمنظمات السرية في جميع أنحاء الجزيرة، وكانت الاجتماعات تجري سراً بعد الصلاة في الكنائس. بدأ الأمر مع الإضراب العامّ السلمي في يوم عيد الميلاد، للمطالبة بزيادة الأجور وزيادة الحريات. وسرعان ما تحولت المظاهرة السلمية في البداية، إلى انتفاضة عنيفة، ومن بين 600 ألف من السكان، حمل ما يقدر بنحو 60 ألفاً السلاح لمقاومة مالكي العبيد وأصحاب المزارع.
كان البيض ينظمون فصائل قمع العبيد طوال القرن الثامن عشر بمساعدة السلطات الاستعمارية، وكانت هذه الفصائل مشكلة من الأفارقة الذين وجدوا أنفسهم يقاتلون زملاءهم الأفارقة المضطهدين.
أدت الانتفاضة إلى مقتل أربعة عشر مزارعاً ومئتين من الأفارقة المستعبدين، مع أضرار في الممتلكات تقدر بنحو 124 مليون جنيه إسترليني اليوم. أحرق المتمردون الأفارقة مئات المباني في جميع أنحاء الجزيرة. وتم إعدام 340 من العبيد بأساليب وحشية عرضت رؤوسهم في جميع أنحاء الجزيرة لتكون بمثابة تحذير من انتفاضات مستقبلية.
أعدم قادة الانتفاضة وبينهم المنظم الرئيسي «شارب المعمداني»، الذي كان يقول للعبيد: أفضل الموت على حبل المشنقة على أن أعيش في ظل العبودية. أعدم شارب على المشنقة في 23 أيار 1832. ويتذكره الجامايكيون حتى اليوم كبطل وطني في جامايكا، وطبعت صورته على الأوراق النقدية الجامايكية.
أدت الانتفاضة إلى إلغاء العبودية، ولكن البريطانيين كانوا يأخذون من جامايكا تعويضات تدفع إلى أصحاب المزارع المحترقة حتى قبل سنوات قليلة!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1103
آخر تعديل على الإثنين, 02 كانون2/يناير 2023 22:09