فرضيات نتفلكس السينمائية
انتشرت خلال الأعوام الأخيرة أنواع محددة من الأفلام السينمائية التي أنتجتها شركة نتفلكس، وتتعلق هذه الأفلام تحديداً بسيناريوهات افتراضية معينة حول مستقبل أوروبا من وجهة نظر نتفلكس.
بكلمة أخرى، تبث هذه الأفلام ما تريد نتفلكس حدوثه في الساحة الأوروبية وفقاً لمصالح من يقف وراءها ممن لا يظهرون على الشاشات والمنصات، ولكنهم يقبضون على خيوط السيطرة والهيمنة في الخفاء.
يبدو للمشاهد العادي أن وظيفة نتفلكس في الظاهر هي إنتاج الأفلام السينمائية والوثائقية، ولكن كل ذلك مثل رأس جبل الجليد الذي يبدو واضحاً جداً للمشاهد، أما الجانب غير الظاهر والخفي، يمكن إطلاق التوصيف التالي عليه: أداء الوظيفة السياسية والإعلامية بشكل محترف. الوظيفة التي تؤدي مهام الحرب الإعلامية ضد الخصوم، وأصحاب هذه الوظيفة بالضبط من يقف وراء نتفلكس، ولكنهم لا يظهرون على الشاشات والمنصات السينمائية.
على سبيل المثال، يحمل فيلم باللغة الآيسلندية «امرأة في الحرب 2018» تحريضاً ضد الصين، ويتمحور السيناريو الافتراضي حول الطاقة الشمسية الصينية التي تزود آيسلندا بالطاقة الكهربائية. وكالعادة يعالج الفيلم فنياً ليحقق انتشاراً استناداً إلى قصة امرأة أربعينية أو خمسينية تخوض «الكفاح» ضد الطاقة الشمسية الصينية عبر تخريبها.
وتدور قصة فيلم آخر باللغة الفرنسية «أثينا 2022» عن الضواحي الفرنسية الفقيرة التي يسكنها المغاربة والأفارقة، عن مواجهات تحدث بين شبان هذه الضواحي والشرطة الفرنسية، لتتحول من مشاغبات صغيرة إلى حرب أهلية شاملة في فرنسا. ولم ينسَ أصحاب هذا الفيلم لعبتهم المفضلة: العنصرية والفوالق الوهمية المختلفة. ويبدو أن أصحاب نتفلكس جائعون لمثل هذه الحروب وهذه الفوالق. بالإضافة إلى ما أنتج خلال السنوات السابقة عن سكوتلندا.
حرب أهلية في فرنسا، حرب أهلية في بريطانيا، منع تقارب أوروبا مع الصين، هنا تدور بعض فرضيات نتفلكس السينمائية، والتي تظهر كرسائل داخل الفيلم السينمائي المعالج باحترافية عالية للتأثير والتلاعب بوعي الجمهور مثل حديث عابر وراء بطل الفيلم. ولكن هل تتحقق هذه الفرضيات على أرض الواقع؟
من يقف وراء نتفلكس متراجع سياسياً، فماذا ستنفعه الألاعيب والخدع في السينما والإعلام؟
قد يحضّر هؤلاء مشاريعَ للتخريب هنا وهناك في بعض البلدان. ولكن يحدث في العالم ما لا تستطيع إمبراطوريات وسائل الإعلام ضبطه، وهو تهديد وجود أسيادها: الدولار، الولايات المتحدة، الحرب، الرأسمالية. فما مصير نتفلكس مثلاً في هذا العالم المتغير؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1098