نار الكلمات المناسبة
فقد ألكسندر بيك مواده عند كتابة «قصة الرعب والجرأة» عدة مرات، ونسي حقيبة الملفات والتسجيلات في القطار، فأعاد كتابة القصة مرة أخرى اعتماداً على ذاكرته.
وهذا يذكرنا بواحدة من أقوال نيلسون مانديلا: ليست العظمة في عدم السقوط بتاتاً، بل في النهوض بعد كل سقوط. قال ذلك بعد مضي 22 عاماً على سجنه في جزيرة رود آيلاند. «أمضى 27 عاماً في السجن».
يقول ألكسندر بيك في قصة الرعب والجرأة التي تتحدث عن واحدة من مآثر الشعب السوفييتي في الحرب العالمية الثانية: إن الانتصارات السهلة لا تغري قلب الرفيق الروسي. كما قال: إن النصر يصنع قبل القتال، يجب تعلم هذا جيداً، يجب القتال بالعقل. ويضيف بيك: عند التعرض لأية قضية يجب وضع الاحتمالات المتناقضة على الطاولة وبحثها جماعياً. وفي أيام الأحداث الكبرى تكون الخطوة الأولى أن يفكر الشخص ما العمل؟
يجب تحطيم نمط الحياة القديمة، لأنه يتناقض مع تطور القوى المنتجة. ثمة طريق واحدة يسلكها الإنسان في الحياة، ورسمت الأقدار لنا طريقاً واحدة وعلينا المضي فيها حتى الممات كالسراط المستقيم وما دمنا وُلدنا كعمال لصنع اللباد فمن واجبنا دعم سلطتنا العمالية. هذا ما كتبه شولوخوف في قصة طريق الحياة 1925 من قصص الدون. وقال عنه يوري لوكين: جاء شولوخوف الشاب إلى الأدب كأترابه الأقدمين ليس من هدوء المكاتب، بل شارك بنفسه في تغيير الحياة وكان في خضم الأحداث التي قلبت مسيرة التاريخ.
فلم يتهرب شولوخوف أبداً من تناقضات الحياة وكانت الجرأة خصلة من خصال نثره وسيرة الكاتب الشخصية تعتبر المجرى الأساسي لتصوراته عن العالم كما كتب فيدين في كلمة عن شولوخوف.
يضيف شولوخوف في قصص الدون: نحن يا بني نعمل من أجل الأغنياء منذ نعومة أظفارنا أنهم يعيشون في بيوت شيدتها أيادي غيرهم ويأكلون الخبز الذي زرعته وحصدته أيادي غيرهم والآن حان وقت ذهابهم.
جاء في رواية الحرس الفتي: إن أعداءنا يتسمون بنقطة ضعف لا توجد عند أي أمرئ آخر، إنهم أغبياء لا يتصرفون إلا وفقاً للتعليمات وحسب جدول وإطار محدودين يعيشون بين أبناء شعبنا في ظلمة تامة لا يدركون شيئاً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1029