لينين في الإضراب الهندي

لينين في الإضراب الهندي

انضم حوالي 250 مليون شخص إلى الإضراب العام للفلاحين والعمال الزراعيين في الهند، ضد خصخصة الزراعة يوم 26 تشرين الثاني الماضي صانعين بذلك الإضراب الأكبر في التاريخ. 

قبل عدة سنوات، سجلت الهند أكبر إضراب في التاريخ بمشاركة 200 مليون من عمال الصناعة والخدمات، واليوم يسجل الإضراب الجديد بزيادة 50 مليوناً من المشاركين في ذلك البلد الضخم مساحة وسكاناً واقتصاداً، وذي التقاليد الثورية العريقة، التي تعود إلى أكثر من 100 عام على الأقل، حيث انتشرت الأفكار الماركسية في الهند بتأثير ثورة أكتوبر، ورفرف العلم الأحمر على أكثر من نصف الولايات الهندية في فترات مختلفة من القرن العشرين، وخاصة ولايات بنغال الغربية وكيرالا وغيرها.

سار الفلاحون والعمال الزراعيون في مسيرات من شمال الهند باتجاه العاصمة الهندية نيودلهي، كجزء من فعاليات الإضراب العام، وأصبحت نيودلهي تحت الحصار بعد إغلاق مداخلها لمنع دخول الفلاحين الغاضبين. وطوقت أعداد كبيرة من الفلاحين العاصمة الهندية، ومعهم آلاف الجرارات والسيارات والباصات قادمين من 6 ولايات متاخمة للعاصمة حاملين أعلاماً حمراء وأعلاماً نقابية، في مشاهد تذكر باحتجاجات فلاحي البنجاب 1976 وثورة فلاحي بنغال الغربية 1967.

خلال نصف قرن، أنتجت العديد من الأفلام السينمائية والوثائقية التي تصور نضال الفلاحين والعمال الزراعيين ضد الخصخصة والشركات الكبرى، وتحكي مشاهدها عن التفاوت الطبقي في الهند، والصراع الاجتماعي في بنغال الغربية، أشهرها أفلام: النمل الأحمر، شجرة البلوط، المصيدة، التحية الحمراء وغيرها. وتركت الأفكار الماركسية تأثيرها الكبير في مختلف نواحي الثقافة الهندية، في السينما والرسم والأدب والصحافة وغير ذلك من المجالات.

وأثناء الإضراب الحالي، انتشرت لوحة فنية رسمها فنان شاب يدعى «أسواث» حملت اسم «لينين يقابل الهند 2020»، وكان الإضراب مناسبة لانتشارها، وانتشار الشعارات التي سار خلفها الناس، مثل: شعار «نحن عشب سينمو في كل مكان»، والتقطت كاميرات الإعلام صور حاملي الأعلام الحمراء في البنجاب، وهم يتصدون للقنابل المسيلة للدموع بملابسهم الهندية التقليدية. وهنا لينين يقابل الهند، والهند تلهمها أفكار لينين في إضرابها الكبير.

معلومات إضافية

العدد رقم:
995