ملح الأرض..
ملح الأرض، واحد من الأعمال السينمائية التي تعرضت للقمع، إذ كان نصيب هذا الفيلم الأمريكي- الذي أنتج عام 1954- الإدراج على القائمة السوداء، ومنع عرضه في صالات العرض الأمريكية، لأنه يصور البؤس والعنف والغضب في حياة عمال المناجم.
انتشر الفيلم رغم منعه، واتهم خلال تلك الفترة بأنه دعاية شيوعية، ولم يعرض هذا الفيلم في صالات العرض، ولكنه واصل الانتشار في العروض الخاصة، والمهرجانات السينمائية، واجتماعات النقابات العمالية والجامعات حول العالم.
وقام بإخراج «ملح الأرض» وإنتاجه وتأليف السيناريو والموسيقى التصويرية وأداء دور البطولة فنانون أمريكيون اتهموا بالشيوعية، وذلك بعد أن رفضوا الإدلاء بشهاداتهم أمام لجنة النشاطات المعادية لأمريكا بمجلس النواب، استناداً إلى حقهم الدستوري، وسجن الفنانون لمدة خمسة أشهر، بتهمة ازدراء الكونجرس. ورد هؤلاء الفنانون على ذلك، بإنتاج فيلم «ملح الأرض».
يصور الفيلم «سيناريو مايكل ولسون وإخراج هيربرت بايبرمان» أحداثاً حقيقية وقعت في ولاية نيو مكسيكو عام 1951، تتعلق بإضراب العمال المكسيكيين في مناجم الزنك، وطالب العمال بتحسين الأوضاع وزيادة الأجور، أسوة بأجور العمال الأمريكيين في المناجم الأخرى، وبمعاملتهم بكرامة وإنصاف من قبل أصحاب الشركة التي تملك المنجم. ولكن الشركة ردت عليهم بمنع الإضراب، واستخدمت أسلوب التهديد والاعتقالات، وأعمال العنف ضدهم، بالتعاون مع السلطات المحلية. وعندما توقف العمال عن الإضراب، حدث إضراب الزوجات بدلاً منهم للتأكيد على مطالب العمال، ما وضعهن في مواجهة أصحاب المنجم والسلطات، وفي مواجهة أزواجهن أيضاً.
شارك في التمثيل خمسة ممثلين محترفين، والمئات من عمال المنجم وعائلاتهم الذين قاموا بأدوارهم الفعلية خلال إضراب 1951، ومن بينهم الزعيم النقابي: وان تشاكون، الذي جسد دوره الفعلي خلال الإضراب في الفيلم. ويصور الفيلم أيضاً قصة أسرته التي كانت من ضحايا الإضراب إلى جانب معاناتها من الفقر والتعصب العنصري.
ولعبت الممثلة المكسيكية روزارا ريفويلتاس دور الزوجة، فاتهمت الممثلة بعد ظهورها في الفيلم بالشيوعية، وتم ترحيلها من الولايات المتحدة إلى المكسيك، حيث واصلت نشاطها السينمائي، وكان «ملح الأرض» فيلمها الأمريكي الوحيد. كما اتهم الممثل ويل جير الذي مثل دور مأمور الشرطة بالشيوعية، ومنع من العمل ستة أعوام.
لتحميل العدد 993 بصيغة PDF
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 993