آراء الدول في بعضها على لسان حِمارين
سليم خياطة سليم خياطة

آراء الدول في بعضها على لسان حِمارين

عثرنا في مجلة «كلاريون» الإنكليزية على حدث فكاهي بمناسبة الحديث عن «مؤتمر نزع السلاح» والمناقشات القائمة حوله بقالب الرواية التالية:

فصل أول
كان في قديم الزمان حماران يعيشان بهدوء في حقل كبير. وكان في الحقل عشب يكفي لكل حمير العالم.
فصل ثان
لكن الحمار الأول فكر يوماً أن بإمكان الحمار الثاني أن يأكل أكثر من حصته الاعتيادية. فقال في نفسه: «يجب أن أمنعه!» وأخذ يضاعف مجهوده ونهيقه «الوطني» ساعياً إلى بناء حصن منيع حول إحدى زوايا الحقل التي اختصها لنفسه.
فصل ثالث
رأى الحمار الثاني ذلك، فقال أيضاً: «لماذا يستملك هذا الحيوان لنفسه على إحدى زوايا الحقل؟ والله لو تركته يفعل ما يشاء لعدني الجميع أحمر الحمير!» وابتدأ لساعته يجمع حوله أكواماً من العشب تفوق في ارتفاعها أكوام جاره، حتى تصبب منه العرق وسال على حوافره.
فصل رابع
رأى الحمار الأول أن الحمار الثاني يجمع أكواماً من العشب أعلى من التي عنده، فقال: «ها! ها! هل هو حمار إلى هذه الدرجة أنه يعتقدني أحمر منه؟» وقام لساعته تحت جنح الظلام، فقطع سراً كمية كبيرة من العشب وزادها على أكوامه القديمة.
فصل خامس
اغتاظ الحمار الآخر لهذا العمل الوقح، فحصد كل العشب الذي أمكنه حصده وزاده على الكميات التي كانت عنده.
فصل سادس
أخيراً، لم يبق في الحقل عشب، فمات الحماران جوعاً وحمرنة! ....
رأي همجي
إن لموسوليني آراء مشهورة في كونها من بقايا أفكار الغزاة الآسيويين أمثال هولاكو وجنكيزخان. و«الدهور» تنصح جميع من يجهل هذه الآراء من العرب أن يطالعوا فصل «الديكتاتور» في كتاب «حميات في الغرب». على أن صاحب الكتاب، الذي كاد لا يترك شاردة ولا واردة عن شخص موسولينيِّ دون أن يذكرها، نسي الحكمة التالية التي كتبها موسوليني ليتعلمها الأطفال الإيطاليون في كتبهم المدرسة، وها هي نصيحته لأولئك الأطفال:
«يجب أن تعشق البندقية، وأن تعبد المتراليوز- نوع من المسدسات، المحرر-، وأن يكون صديقك الأصدق خنجراً إلى جانبك».

فتأمل طفلك، أيها القارئ، عاشقاً ومتعبَّداً وصديقاً على الموضة الموسولينية، ثم فكر فيما إذا لم تكن خطيئتك، بل جريمتك الكبرى، كونك تزوجت وجلبت أطفالاً لتعشِّقهم البنادق والخناجر ...


رأى سليم خياطة النور في 1909 في أمريكا. وكان لسليم خياطة الأب صلات مع شيوعيي أمريكا، ناشطاً في لجنة «ارفعوا أيديكم عن روسيا السوفيتية». عاد خياطة الابن إلى دمشق لثلاث سنوات 1929– 1932 ونال فيها شهادة الحقوق. في تلك الفترة كان على اتصال بالحزب الشيوعي. تعرض للاعتقال مع رفاقه عام 1934 وعام 1939 لمناهضتهم الحرب والاستعمار والفاشية. من كتبه: حميات في الغرب 1933، على أبواب الحرب 1934، الحبشة المظلومة 1935. والعديد من المقالات في مجلات الدهور والطلعية 1934-1939. نشر مقاله «آراء الدول في بعضها على لسان حمارين» في مجلة الدهور، المجلد الثالث، العدد الخامس، تموز 1934 أثناء مناهضته للحرب والفاشية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
956
آخر تعديل على الأربعاء, 11 آذار/مارس 2020 14:03