«وسطية» روحاني تنعكس على صناعة السينما الإيرانية
بعد ستة أشهر على انتخاب روحاني في آب/أغسطس الماضي، عُرض الفيلم الإيراني "القصص" للمخرجة الإيرانية، رخشان بني اعتماد، للمرة الأولى في الدورة الـ 23 لـ"مهرجان فجر السينمائي" في طهران، وذلك بعد منعه من العرض قبل سنتين.
روحاني الذي لا يفوّت فرصة للتعبير عن تمسّكه بوسطيته في ما يتعلّق بعلاقات إيران الخارجية، يواجه في الداخل تياراً محافظاً، لكن التناقض الداخلي في إيران لا ينفِ التغيير الذي شهدته الساحة الثقافية الإيرانية إثر وصول روحاني الى السلطة، ومن بينها صناعة السينما.
يُذكر أن "بني اعتماد" المؤيدة لحركة الاحتجاجات التي اجتاحت إيران عام 2009 إثر إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، تعرّضت لهجوم عنيف من الإعلام المحافظ في إيران، وتقول أنها قاطعت العمل السينمائي بين عامي 2009 و2011، لكنها قرّرت العودة لاحقاً في عمل سينمائي طويل يستكمل حياة شخصيات تناولتها في أفلام سابقة، وما طاولها من تغيّرات بعد أحداث 2009.
بعد منعه من العرض، عمدت المخرجة الى الالتفاف حول الرقابة التي تفرضها وزارة الثقافة، فأنتجت 7 أفلام وثائقية قصيرة، إذ لا يتطلب عرضها سوى ترخيص من اتحاد مخرجي الأفلام الوثائقية الإيرانيين. لكن هذ الطريقة لم تعجب حكومة الرئيس أحمدي نجاد، ولا الإعلام المحافظ في البلاد، بل أدت إلى مزيد من التهديدات التي تعرّض لها فريق الإنتاج، وفق ما نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية.
أما فيلم "لست غاضباً" للمخرجة ريزا دورميشيان، والذي يتناول أيضاً احتجاجات 2009، ويروي قصة فتاة فُصلت عن جامعتها لأسباب سياسية، فأُنتج في عهد روحاني وشارك في "مهرجان فجر السينمائي" في طهران.
يطرح هذا الانفتاح تساؤلات حول مصير السينما في إيران، فالمخرج الإيراني جعفر بناهي، الحائز جوائز عالمية والذي حُكم عليه سابقاً بالسجن 6 سنوات وبمنع مزاولة المهنة مدة عشرين سنة، وجّه رسالة مفتوحة إلى الرئيس روحاني نُشرت عبر الانترنت في 3 شباط (فبراير) الجاري، يذكره فيها بوعوده الانتخابية في مجال الحريات، متهماً إياه بالسعي إلى فرض مزيد من الرقابة على السينما. وأضاف بناهي في رسالته: "إن أراد روحاني مصالحة بين الشعب الإيراني والسينما، فعليه أن يترك مساحة للفنانين، ليقوموا بما يرونه مناسباً".
فيما عبّرت المخرجة بني اعتماد عن تفاؤلها، "فالموظفون في القطاع الثقافي في عهد روحاني يأتون من خلفية ثقافية، ما يُنبئ بمستقبل أفضل لصناعة السينما"، على حدّ قولها.
وكانت السلطات الإيرانية أعادت افتتاح مركز شهير لصناعة السينما والفنون في أيلول (سبتمبر) الفائت، بعد ثلاث سنوات على إغلاقه في عهد الرئيس أحمدي نجاد، ما أشار إلى انفتاح ثقافي لدى الرئيس روحاني.
المصدر: الحياة