عيد الربيع في مدينة حماة
تحتفل العديد من شعوب الشرق بأعياد الربيع الشعبية، وإن كان لكل منطقة طقوسها وتقاليدها الخاصة، لكنها تجتمع في فكرة الاحتفال بأعياد الربيع، والتي تشكل إحدى خصائص شعوب الشرق العظيم.
عرف سكان مدينة حماة قديماً احتفالات عيد الربيع الخاص بها، والتي كانت تبدأ باستعراضات سباق الخيل كما احتفالات عيد النوروز في قرغيزستان. وكان الخيالة والفرسان يطلقون السباق من مدخل مدينة حماة من المشفى الوطني حتى الصابونية التي كانت خالية من البناء جنوب الملعب البلدي.
أما احتفالات المدينة فكانت تنطلق عند ساحة العاصي أمام فندق أبي الفداء، فيتصدر «ملك عيد الربيع» خيالة عيد الربيع، ويشب حصانه عالياً رافعاً قوائمه الأمامية بينما يلوّح ملك عيد الربيع برمحه وأحياناً يرفع سيفه وسط تصفيق الجماهير، أما فرسه فمغطاة بالكامل بسلاسل فضية مزينة بمئات من الدوائر التي تشبه العملة الفضية.
يرتدي ملك عيد الربيع في الاحتفالات سروالاً- شنتيان- أسود، فوقه صدرية سوداء وبدون أكمام، وتحت الصدرية قميص أبيض بأكمام طويلة. وكان يضع وشاحاً فوق القميص بشكل علم سورية وبدل نجوم العلم السوري كتب «ملك عيد الربيع». ويضيع على رأسه غترة «حطاطة» بيضاء ترد لخلف رأسه وفوقها كان يضع بدلاً من البريم «العقال» معصباً أبيض، بالخيوط الذهبية مثبتاً عليه مصابيح صغيرة، وكذلك مصابيح على العلم المثبت على صدره وتضاء ببطاريات موجودة داخل جيب الصدرية حيث يشغلها ويطفئها بمكبس فصل لهذا الغرض.
انقطعت احتفالات عيد الربيع في الثلاثينات من القرن الماضي، وذلك بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية 1939، والتي تلاها منع المواكب الشعبية. وبعد رحيل الاستعمار حل عيد آخر محل عيد الربيع الحموي، إذ احتفلت مدينة حماة سنوياً بعيد الجلاء عبر مواكب شعبية يشارك فيها ملك عيد الربيع وخيالة عيد الربيع باستعراضات سباق الخيل والملابس الشعبية، إضافة إلى مشاركتهم في بقية الأعياد الوطنية حتى نشوء الوحدة السورية المصرية التي منعت تنظيم الاحتفالات الشعبية عام 1959، وحاولت إحياء عيد الربيع بشكل رسمي مع منع الطابع الشعبي. فشل ذلك واختفت الاحتفالات الشعبية بعيدي الجلاء والربيع في مدينة حماة