أدوات خفية للحرب الإعلامية
تؤدي الحرب الإعلاميّة مهمة التأثير في نفسيّة المستمع، وتثبيط عزيمته، وسلب الإرادة منه، وبالتالي سهولة السيطرة عليه. فكم من حربٍ جرى تحقيق النصر فيها بسبب ما تمّ بثّه من أفكار ومعلومات بين الجمهور؟
قيل الكثير عن الحروب الإعلامية للغرب في خدمة مشاريعها التوسعية العسكرية والاقتصادية نحو الشرق، وسلطت أدواتها لخلق ظروف سياسية وثقافية واجتماعية مواتية لاستمرار نفوذها ونهب ثروات وطاقات تلك البلاد بدون أية خسائر تذكر.
لا نستطيع إحصاء البوستات الفيسبوكية التي بثت عبر المنصة الزرقاء خلال السنوات السابقة، كما لا يمكن تحديد جميع أشكال وأدوات الحرب الإعلامية التي جرى توظيفها في مختلف القضايا، ولكننا نستطيع انتقاء أداتين يمكن القول عنهما: الأدوات الأقوى تأثيراً والتي شاهدها وتداولها المئات وربما أكثر من ذلك.
الأداة الأولى: سنطلق عليها اسم (البيان الشخصي»، تعمل هذه الأداة على تحريض الأشخاص للمشاركة في (الحملة المعنية» عبر تضخيم الأنا والحصول على التعاطف الفردي، وإعطاء شعور كاذب بالتضامن مع (الجماعة» التي تعتبر نفسها مضطهدة (ليس بالضرورة أن تكون مضطهدة أو مُحقّة».
يفتتح البيان الشخصي بالنص التالي: (أنا فلان الفلاني، أعلن رفض هذا القانون أو تلك الاتفاقية»، وتعمل هذه الأداة بطريقتين: البوست والرسالة الشخصية البريئة إلى الأصدقاء. استخدمت هذه الأداة بشكل واسع في أزمات المنطقة، وفي مختلف القضايا التي قرر (مركز القرار الخفي» إطلاق حرب إعلامية بشأنها خلال سبع سنوات.
الأداة الثانية: نستطيع أن نطلق عليها اسم (البطل الشخصي»، حيث يميل الجمهور إلى الإعجاب بشخصيات سائدة من ممثلين ورياضيين وفنانين وأدباء وغيرهم، والإعجاب يكون أحياناً في حالة ثقة عمياء بالبطل، ويكفي كتابة جملة على صورته الشخصية لتحقيق الأثر المطلوب من الحرب الإعلامية.
تتكامل أدوات الحرب الإعلامية ضد الشعوب من أجل السيطرة عليها، من المسلسلات الغربية وأبطال الرياضة وحتى سرقة الرموز الشعبية أو الأدبية أو الاجتماعية وغيرها إلى المنصات المحلية، ومن ثم الجمهور المجاني الذي أكل المقلب وتطوع دون أن يدري لترويج الأفكار، أما أخطر المنفذين فهم بعض المنصات العالمية والمحلية التي قد تبدو بريئة أو محايدة، ولكنها قائدة الحملات الإعلامية بشكل دائم!