كيف قُمعت الموسيقا باسم الديمقراطية؟

كيف قُمعت الموسيقا باسم الديمقراطية؟

هل سمعتم عن قمع الفكر والثقافة والفن في الولايات المتحدة الأمريكية؟ قد يبدو ذلك مضحكاً بالنسبة للمخدوعين بالديمقراطيات الغربية، أما بالنسبة للأمريكيين فهو ليس مضحكاً بالمرة. تعرفوا كيف تقمع الولايات المتحدة الفن والموسيقا بشكل ديمقراطي!

هناك نكتة أمريكية قديمة تصف الحالة: وقف رجل عند شرطي في مدينة نيويورك وطلب منه السماح بركن السيارة في الشارع، وبدلاً من قول can i park here، قال الرجل متلعثماً: can i bark here. أي هل أستطيع النباح هنا؟ قال له الشرطي: تستطيع النباح في أي مكان، إنها بلاد حرة.
نستطيع القول: إن «ديمقراطية النباح في كل مكان» هي السائدة في مجال الفن والموسيقا الأمريكية، سائدة ولكن ليست وحيدة. يسمحون للناس بغناء ما يشاؤون، ويفرضون الخط الأحمر الوحيد عليهم في المجال: لا تتجاوزوا المَلكية الخاصة الكبرى.
سيرج تانكيان فنان روك أمريكي من أصل لبناني، بدأ بالغناء بداية التسعينات، وتتحدث كلمات الأغاني عن السموم التي تنفثها الشركات الصناعية الكبرى، وما تسببه من تغير مناخي وموت الحيوانات والنباتات والإنسان، وخطر الأغذية المعدلة وراثياً، وارتفاع مستوى الإشعاعات المنبعثة في العالم، وخطر الشركات التي تنتج الأسلحة العسكرية على العالم.
لا علاقة لتانكيان بالشيوعية، ولكن تكيل له صحف ومجلات أمريكية مختلفة تهمة الشيوعية ومحاولة إحياء الحكومات الشيوعية. قال تانكيان: آخر سنة عاش فيها الإنسان على سطح الأرض بلا حروب كانت سنة 2925 ق.م، وأضاف: الطبيعة الأم تعادي الرأسمالية.
الرأسمالية من وجهة نظر تانكيان هي ديكتاتورية المال والشركات الكبرى والمخدرات المتاحة للأطفال، وبسببها تمضي الحضارة نحو الانتحار. تقول إحدى الأغاني التي غناها: يحاولون بناء السجن، واعتقلوكم باسم بالحقوق المدنية بقضبان حديدية. وأشار إلى دور أفلام هوليوود في هذا السجن الكبير الذي يعتقل ملايين الأمريكيين، مطلقاً تعبير نظام السجن على الولايات المتحدة.
نال تانكيان نصيبه من قمع الموسيقا الأمريكية، سمحوا له بتسجل الأغاني، ولكن منعت أغانيه من البث في الإذاعات ووسائل الإعلام الجماهيرية سنوات التسعينات كي لا تتحول إلى ظاهرة، لأنها تمس الخط الأحمر، خط المَلكية الخاصة الكبرى وديكتاتورية الدولار والنار.