السادس من أيار في حركة التاريخ
كتبت الدكتورة ن.ك.نيفيودوفا في رسالة الدكتوراه في التاريخ بجامعة الصداقة في موسكو 1970 والتي حملت عنواناً «على المبدأ، نضال الحزب الشيوعي السوري من أجل الجبهة الوطنية الموحدة 1936-1966»: ظهرت حركة التحرر الوطني السورية في نهاية القرن التاسع عشر– بداية القرن العشرين كانعكاسٍ لعملية التوحيد الوطني من جهة، وكتعبيرٍ عن الاحتجاج ضد الحكم الاستبدادي التركي، المرتبط برأس المال الأجنبي من جهة أخرى.
يقول لينين «المؤلفات، المجلد 19، الصفحة 66»: إن الرأسمالية العالمية والحركة الروسية عام 1905 قد أيقظتا آسيا نهائياً. ويقول محمد دكروب في جذور السنديانة الحمراء: أن أول مظاهرة للاشتراكيين حدثت في بيروت في الأول من أيار عام 1907 ضد الاستبداد الحميدي، ولم يجرؤ العثمانيون على قمعها بسبب التعاطف الجماهيري العام معهم.
بدءاً من 1908 بدأت تتكون المنظمات العلنية والسرية المختلفة في سورية، والتي ترأستها فئة المثقفين البرجوازية الاقطاعية، وكانت تطالب بالاستقلال.
تصاعد النضال ضد الاستبداد العثماني المرتبط برأس المال الأجنبي، وأصدر الشاب الدمشقي حلمي الفتياني جريدة «الاشتراكية» عام 1912 والتي أغلقها العثمانيون بعد صدور عدة أعداد، كما سمع سكان سورية ولبنان بكلمة بلشفي لأول مرة أثناء إضراب عمال السكك الحديدية عام 1914، وأعدم جمال باشا السفاح مجموعات من الوطنيين في بيروت ودمشق بين 21 آب 1915 وأوائل 1916، بينهم شهداء السادس من أيار 1916 في ساحة البرج في بيروت، التي سميت ساحة الشهداء، وساحة المرجة بدمشق، وعرف هذا اليوم بيوم الشهداء في سورية. وانتفض الفيلق العربي الذي حرر حلب من العثمانيين وضد وجود الإنكليز والفرنسيين عام 1919 وقمعت الانتفاضة بدموية.
في احتفال الأول من أيار الذي نظمه الشيوعيون في ساحة الشهداء في بيروت عام 1925، حملت منظمة عمالية اسم الشهيد عمر حمد: وهو أحد شهداء السادس من أيار عام 1916، كما استشهد الرفيق إدوار شرتوني عام 1945 في الساحة نفسها التي أعدم فيها شهداء السادس من أيار في بيروت، وهو يهتف ضد الفاشية والصهيونية.