الفوج الخالد في الثقافة العالمية
تحاول الرأسمالية إعادة كتابة التاريخ فيما يخص دور الاتحاد السوفييتي في الانتصار على الفاشية والنازية، ولم توفر أدواتها المختلفة في تشويه هذا الدور بما في ذلك السينما والأدب والإعلام وكتب التاريخ والكتب المدرسية والجامعية.
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بعقدين ونصف من الزمان، تصاعدت حركة شعبية ثقافية لإحياء عيد النصر على الفاشية في التاسع من أيار كل عام باسم الفوج الخالد، يحمل فيه الناس صور أبطال الحرب في الجمهوريات السوفييتية السابقة، وعادت السينما والموسيقا التي تخلد ذكرى الحرب بالظهور من جديد، وبحلة جديدة، تمثل مهام الحاضر لِصَون السلم العالمي.
امتد الفوج الخالد هذا العام 2018 ليشمل 110 بلداً في العالم، شارك فيه 10 مليون شخص في روسيا، وفي أوكرانيا خرج الآلاف في مسيرات الفوج الخالد رغم منع السلطات الفاشية لهذه المناسبة، وواجه العشرات القمع والاعتقال والاعتداء على يد المنظمات النازية الجديدة. في ألمانيا انتظر الناس ساعات عدة ليأتي دورهم في وضع الورود على ضريج الجندي السوفييتي المجهول. امتدت هذه المناسبة إلى اليابان والبلدان العربية، مثل: لبنان والكويت والمغرب وغيرها. وشهدت مدينة نيويورك الأمريكية مسيرة شارك فيها الآلاف.
ترك الانتصار على الفاشية والتضحيات السوفييتية وتضحيات الشعوب الأخرى محطة فاصلة في التفكير البشري، من أجل الخلاص من الحرب، وصَون السلم العالمي لكل الشعوب، ولن ينسى الناس تضحيات أجدادهم مهما عملت الماكينة الإعلامية للرأسمالية المحتضرة، فالفوج الخالد تصاعد خلال 3 سنوات ليشارك فيه ملايين البشر في أغلب بلدان العالم.
يرسل الفوج الخالد رسالة ثقافية وإعلامية واضحة في وقت تتذكر فيه شعوب الأرض تضحياتها، ويؤكد: أن الشعوب ترفض الحرب وبنيتها الفوقية، ويشكل «الفوج الخالد» بالتالي منظومة قيم ثقافية عاطفية يتداخل فيها الإنساني والسياسي والأممي، وتوق الإنسان إلى السلم في القرن الواحد والعشرين.