خلف جبل القنيطرة
«تقول الحكاية الشركسية بأن الشركس كانوا يغنون ويرقصون ويلحنون الموسيقى عندما وزع الله العالم على بني البشر، وبعدما انتهوا من الغناء والرقص جاؤوا لأخذ نصيبهم من القسمة، ولكنهم اكتشفوا بأنه لم يتبق شيء لهم، فبكى أبناء الأديغا وقباردينا بلقاريا أمام الله الذي منحهم جبال القفقاس، وعاشت موسيقاهم حتى جبل القنيطرة في الجولان السوري». المحرر
«بلا أجنحة» أغنية حب من الغناء الشركسي تروي قصة فتاة من الجولان أحبت شاباً اسمه «شوكت شوجن» من أبناء محافظة القنيطرة، وشاءت الأقدار أن يفرق الموت بين الحبيبين، وقد رحل الشاب، فنظمت الفتاة قصيدة رثاء عذبة، تحولت فيما بعد إلى أغنية يرددها الناس في الأفراح والسهرات، وتطوف كلماتها هضبة الجولان ووديانها.
فيما يلي ترجمة لكلمات الأغنية الشركسية:
شوكت البراق المشع
حصانك الأدهم
يطير خبباً
أنا أود أن أطير معك
لكنني بلا أجنحة
الأجنحة التي تساعدني على الطيران
ليست في القبور
والقامة * الفضية على جنبك الأيسر
بودي لو رقدت بجانبك
لكن أين أجدك؟
علبة ** سكائرك لا تزال لامعة
وعيناك المشعتان أين أجدهما
من خلف جبل القنيطرة *** يتعالى السحاب
ورجائي من رب الناس أن يجمعنا
وآلة الخياطة تلوي ذراعي
وروحي تصهرني وأنا أتلوى
هوامش
*القامة: سلاح شركسي قديم يصنع من الفضة.
**علبة: كانت علب الدخان في ذلك الزمان من المعدن اللامع.
***جبل القنيطرة: المقصود تل أبو الندى وارتفاعه 1200 متر عن سطح البحر
**** المادة منشورة في مجلة الطليعة، العدد السادس 1992، الصفحات 142 – 143، ترجمة: فكرت رجب شابسوغ