حرب على الطاعون

حرب على الطاعون

دقوا ناقوس الخطر في العالم، هناك تهديد جديد يداهمنا، بسرعة لا تضيعوا الوقت، لقد عاد الطاعون البشري في نيو مكسيكو. هي حملة ذعر وتخويف إعلامية جديدة تقوم بعض الصحف الأمريكية بنشرها مؤخراً، مثل صحيفة USA TODAY»» وغيرها، وتذكرنا تلك الصحف بأن الطاعون قضى على 60 % من سكان أوروبا في العصور الوسطى.

بعد ذلك انتشرت تقارير تتحدث عن انتشار الطاعون المحدود داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بين عامي 1970 – 2012 في 15 ولاية، لتنتهي تلك التقارير نفسها بالإعلان عن الدواء المفترض للطاعون الموجود في الأسواق!
قد ينقلب الناس على بطونهم وهم يضحكون إذا ما عرفوا أن منظمة الصحة العالمية قد سجلت 320 حالة إصابة بالطاعون في العالم منذ عام 2015، منها 77 حالة وفاة، وهذا يذكر بالعدد الكبير من الأفلام السينمائية والكتب والمواد الإعلامية، المخصصة للحديث عن انتشار أوبئة عالمية، ووصول البشرية إلى حافة الانقراض لولا تدخل منظمة العالمية في اللحظات الأخيرة، واكتشافها للدواء الذي يجري توزيعه على الناس بعد تطبيق حالة طوارئ عالمية.
أجل لم تعد لدينا أخطار تداهمنا في العصر الراهن سوى مرض الطاعون، أو فزاعة منظمة الصحة العالمية الجديدة، وببْغاوات شركات الإعلام الكبرى، إنّ تهديد الناس بانتشار عالمي للأوبئة ليس جديداً، كلنا نتذكر جنون البقر وإنفلونزا الطيور والخنازير والجمرة الخبيثة والأمراض الغريبة في إفريقيا والضجيج الإعلامي المرافق، ثم الإعلانات التي تتبع ذلك بخصوص توفر الأدوية وبدء إنتاجها.
لا نعرف تماماً ربما كل ذلك مجرد تجارب لحرب جرثومية كبرى، تحضر لها شركات الأدوية العالمية، أو أداة لإلهاء الناس عن قضاياها الملحة مثل السلم وتوزيع الثروة والبيئة. يجري ذلك أحياناً عبر حملات الرعب والتخويف في الإعلام والسينما، أو نشر بعض الأوبئة فعلاً في بقع العالم الفقيرة، يلي ذلك تتالي تصريحات لخبراء الصحة تقول إن ذبابة أو بعوضة لعينة تتحمل سبب ذلك. أما منظمة الصحة العالمية فقد «ناضلت» ضد هذا الخطر الداهم، وأنقذت البشرية من الهلاك في حرب كاريكاتيرية مفترضة تشبه حرب الغرب على الإرهاب!

معلومات إضافية

العدد رقم:
818