الرفيق زياد الرحباني يقاوم عنكم
زياد الرحباني يحدثكم، هو مش كافر، والبلد هيدا مش بلد، والحالة تعبانة يا ليلى، تخبركم رسائله عبر أغانيه وتقول لكم: إن البلد الذي يعيش فيه منعدم السيادة والاستقرار السياسي والاقتصادي، بلد دون دولة ودون حرية إعلام، بالتالي لا توجد مساحة لحماية الثقافة الوطنية، بلد يزرع التهميش في كل موسم، وينتظر من الحصاد آلا يكون انفجاراً اجتماعياً.
ليس جديداً حدوث معارك حول زياد الرحباني الفنان والصوت الثائر، تارة يكفرونه، وتارةً أخرى يشنون حملات إعلامية للنيل منه، وأخيراً أصدرت محكمة المطبوعات في بيروت حكماً قضائياً بإدانة الفنان زياد الرحباني بتهمة قدح رئيس حزب القوات اللبنانية، المدعو سمير جعجع. صدر الحكم بإدانته بـ «جرائم قانون المطبوعات» على خلفية لقاء قديم للرحباني على فضائية «NBN» سنة 2013، وتغريمه بمبلغ مليون ليرة لبنانية «حوالي 660 دولارا» وإلزامه بقبول رد المدعي، وبنشر تصحيحه أو تكذيبه، إضافةً إلى تحميله الرسوم والمصاريف كافةً.
وقف قانون المطبوعات إلى جانب مجرم سابق في الحرب الأهلية اللبنانية، في موقف سياسي مثل غيره من الأحكام، التي تطال أصحاب الرأي من الفنانين والصحفيين، وملاحقة واعتقال كل من يعبر عن رأيه في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، هذه الإجراءات التي كثرت مؤخراً، وليس آخرها اعتبار الرحباني «مجرماً» يطاله القضاء وجعجع «قديساً» لا يطاله القضاء.
قضية الرحباني هي قضية حرية التعبير عن الرأي في لبنان، ومنع إسكات الناس وتكميم الأفواه، هي قضية الدفاع عن الثقافة الوطنية، التي يعتبر الرحباني أحد ممثليها في لبنان، وهي قضية الشعب اللبناني الوطنية والديمقراطية.
قامت قوى سياسية وفعاليات ثقافية وإعلامية وشبابية بالتضامن مع الرفيق زياد الرحباني، منها اعتصام قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني أمام قصر العدل في بيروت، يوم الخميس الماضي، كما ضجت الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي بمقالات تضامنية معبرين جميعاً عن رفضهم للمحاولات اليائسة لإسكات أصوات الناس، واستنكاراً للحكم الجائر بحقه.
الشعب يريد زياد الرحباني، والرفيق زياد الرحباني يقاوم عنكم، وهو القائل ذات مرة: «إذا بعطيك رأيي بصراحة... ما رح يعود فيك تطيق شي اسمو صراحة».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 805