حبيب الضعضي حبيب الضعضي

بين الموضوعية.. و«المهرجان»!!

قرأت في جريدة «قاسيون» العدد (173) تاريخ 18/4/2002 عن الأحاديث الكثيرة التي بتنا نسمعها عن الغربة التي تعيشها الثقافة على كافة الأصعدة... وبُعدها عن الشارع... وأن مهرجان المدى هذا العام أثبت عدم صحة ذلك.. فالثقافة الجيدة... تستدعي وتستقطب.. وكلام آخر حول الحشد الكبير.. وعنوان المهرجان والتنوع في الأنشطة مع التأكيد على موضوع العولمة وتمحور عناوين أغلب المحاضرات حوله.. الفن والمقهى الثقافي والمعارض المختلفة...إلخ. كل هذا تحت عنوان: المدى «مهرجانات في مهرجان»!!. ما أريده قوله أن مايميزنا هو الدقة والموضوعية اللتان تعودناهما من جريدة «قاسيون»... فأين ذلك من مقال مهرجانات المدى ومقال اعتصام طلاب المعهدين المسرحي والموسيقي..

مع احترامي الشديد لكلتا الفعاليتين، أريد أن اسأل لماذا لم يتم الحديث عن حجم التغيرات الكبير المفاجىء الذي طرأ على برنامج  المدى والذي كان ملفتاً للنظر ومثيراً للاستياء لدى «الحشد الكبير» الذي استقطب المهرجان.. وهو ماكان ملموساً.. فمن تغيب أغلب الشخصيات الكبيرة التي كان مقرراً حضورها تحت حجة اعتذارهم.. وتغيير الأنشطة والمحاضرين في اللحظات الأخيرة.. الى عدم دعوة العديد من الأسماء المقررة في البرنامج.. والعناوين المرتجلة.. إضافة الى الإلغاء والتبديل الذي جرى ببعض الفعاليات إلى درجة أصبح فيها البرنامج المطبوع والموزع قبل افتتاح المهرجان مقلوباً رأساً على عقب.. وأخيراً وليس آخراً ذهاب الفنان إلهام مدفعي لتغيير ملابسه مع فرقته مما أسفر عن تأخر موعد حفلته أكثر من ساعة ونصف، فارتفعت أصوات العديد من الحضور بالقول: «عيب والله عيب»!!.

أما عن اعتصام طلاب المعهد.. أؤكد أنه من التحركات الجيدة التي قام ويقوم بها الشباب والمواطنون السوريون سواءً كانوا مستقلين أو منتمين لتنظيمات وقوى سياسية مختلفة.. وهذه التحركات هي واجب وطني على كل إنسان مازال يمتلك ضميراً إنسانياً لمواجهة أعداء البشرية الإمبريالية الأمريكية والصهيونية.. وبالتالي من واجب وسائل الإعلام تغطية كافة التحركات الشعبية ولكن الحديث عنها بأسلوب موضوعي... مختلف عن الأسلوب الذي تم به عرض المقال..

وكلا المقالين لم يكتب تحتهما اسم يتحمل المسؤولية إيجاباً أو سلباً، وبالتالي يصبح ماكتب يعبر عن موقف الصحيفة!!
أخيراً.. نحن نحبك يا «قاسيون».. نحترمك.. ونفخر بدورك في طرح التحليل الموضوعي والمعمق وسط الصخب والتخبط الاعلامي.. ونأمل أن تبقي على العهد!..

معلومات إضافية

العدد رقم:
174