«نوبل» للآداب للكاتب التركي «أورهان باموق» إشكالية الاستحقاق والجدارة.. والثمن «مسبق الدفع»

رست سفينة نوبل للآداب في إبحارها السنوي هذا العام، وللمرة الأولى، على الشواطئ التركية، وتحديداً في ميناء الكاتب التركي (الإشكالي) «أورهان باموق» البالغ من العمر 52 سنة (فقط) الذي قالت عنه اللجنة المانحة للجائزة إنه « اكتشف في معرض بحثه عن الروح الحزينة لمسقط رأسه اسطنبول صورا روحية جديدة للصراع والتداخل بين الثقافات»، كما اكتشف «رموزا جديدة لتصادم الحضارات».

الرواية عند باموق، تبتعد عن الحكاية الشعبية، السائدة إلى حد كبير عند الروائيين الأتراك، وتقترب بأدواتها وأساليبها كثيرا من الرواية الأوروبية الحديثة..
المجتمع التركي بسياسييه الهائمين بعبث بين العلمانية والقومية المزعزعة والأصولية و(الاستغراب)، ومثقفيه المتمترسين في موقعين متقابلين ومتقدمين، وإثنياته الفاقدة لبوصلتها، تلقى الخبر بشيء من الفتور، وبكثير من الحذر، حيث كان قد سبق هذه (المكافأة) العالمية جدل واسع ونقاشات صاخبة وغير ودية عموماً حول تصريحات (باموق) عن مجازر الأرمن، بين أنصار الدولة الموحدة ذات الطابع الشوفيني، والتيار الاستغرابي العلماني، والتيارات الممثلة للإثنيات، والتيار اليساري الوطني (غير المعولم)، وهذا الأخير ربما يكون الوحيد الذي يقدر (باموق) كأديب، وينظر بحذر إلى تودده الدائم للأوربيين..
وكان باموق قد تحدث منذ نحو عام عن ضرورة اعتراف الأتراك بالمذابح التي ارتكبوها بحق الشعب الأرمني، والتي ترافقت بدعوة الرئيس الفرنسي جاك شيراك تركيا إلى ضرورة اعترافها بذلك كي تدخل إلى الاتحاد الأوروبي، ما أثار سخط القوميين عموماً، وجاءت الجائزة لتبدو وكأنها هدية ومكافأة على هذا الموقف وهذه التصريحات..                            

معلومات إضافية

العدد رقم:
284