عن رجل اسمه إبراهيم محمود
شارك الباحث إبراهيم محمود في مهرجان العجيلي للرواية العربية الرابع في الرقة والذي كان تحت عنوان «جماليات الرواية العربية»، حيث كانت محاضرته بعنوان «زئبق شهريار-جماليات الجسد المحظور في الرواية العربية عبر نماذج نسائية»، والتي تم النقاش حولها مطولا، وكان لها الأثر الأكبر ضمن فعاليات المهرجان، والجدير ذكره إن الباحث إبراهيم محمود من مواليد الحسكة 1956مجاز في الفلسفة، جامعة دمشق لعام 1981، ومتفرغ للكتابة منذ عام 2002، يعمل في مجال الكتابة الأنتربولوجية والمشاركة في ترجمات مختلفة، وله حوالي خمسين كتاباً مابين مطبوع ومخطوط في مجال النقد الأدبي والتاريخي والدراسات الفلسفية، وصدر له حوالي تسعة كتب عن دار رياض الريس ومن أهم كتبه: البنيوية كما هي – الفتنة المقدسة – نقد وحشي - صدع النص وارتحالات المعنى – جماليات الصمت – النقد والرغبة في القول الفلسفي المعاصر – أقنعة المجتمع الدمائية – الباحثون عن ظلالهم – الشبق المحرم – صائد الوهم (الطبري وتفسيره) – وإنما أجسادنا - الضلع الأعوج – القبيلة الضائعة – أئمة وسحرة – الهجرة إلى الإسلام – قراءة معاصرة في الإعجاز القرآني – النقد والرغبة – قتل الأب في الأدب (سليم بركات نموذجا).
و إبراهيم محمود دخل مؤخرا عالم الراوية، فصدرت له روايتان عن دار الينابيع هما: «أحدهم يتغزل بزوجتي»، والثانية «المنغولي أو مجهول الريح»، هذا ويعرف عن الباحث إبراهيم أنه يعمل بصمت في مكتبته المتواضعة مكاناً والواسعة عناوين هامة، وهو غزير الإنتاج ويكتب دائما عما هو جديد ومختلف وله أسلوبه الخاص في الكتابة وانتقائه لعناوينه، لا يحب الصخب والتملق والمجاملات وحتى المقابلات ويؤمن بأن الثقافة الجيدة لابد أن تصل إلى أصحابها، هو معروف خارج القطر ومقروء أكثر من الداخل. إبراهيم محمود طاقة خلاقة في مجال الإبداع والثقافة، وهنا إذ نكتب عن مشاركته في ملتقى الرقة عن الرواية، فإننا نعطي هذا الرجل بعض حقه الذي يغفله هؤلاء الذين يسوقون للثقافة الرخيصة، كلنا منوط بالتعريف بأية طاقة ترفد الثقافة والإبداع الحقيقيين، أليس من العيب والغبن أن يكون هناك إلى الآن وفي سورية من لايعرف إبراهيم محمود صاحب أكثر العناوين إثارة للجدل؟!! وأظن أن الصحافة والإذاعة والتلفزيون هي التي تتحمل العبء الأكبر لهذا التجاهل، حين نجد أن الاهتمام ينصَّب على فنانة تجيد فن الرقص، مع احترامي لجميع الفنون ومن ضمنها الرقص، بينما نجد كاتب يقضي حياته في خدمة الثقافة والأدب يكون مجهولا ومغيبا عن جميع وسائل الأعلام؟
أظن أنه حان الوقت لتسليط الأضواء على أبناء بلدنا المبدعين والذين يخدمون مشاريعهم الإبداعية بصدق وتفان، وإفساح المجال لهم إعلامياً من خلال خلق المنابر المناسبة التي تليق بإبداعاتهم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 385