الذكرى الثانية لرحيل الفنان فاتح المدرس تجذر في الأرض والإنسان

سنتان مضتا على رحيل فاتح المدرس.. الفنان التشكيلي العصي على النسيان.. بعد أن أصبح رمزاً من رموز الفن في المنطقة العربية والعالم.. تاركاً وراءه تجربة كبيرة في خارطة الفن التشكيلي.. حيث بقي كبيراً ونقياً مبدعاً حتى آخر لحظات حياته، بعد أن جسَّد فناً يضج بالحياة ويستعصي على الموت.

لقد استحق فاتح المدرس بجدارة لقب فنان الشعب من أصدقائه وزملائه وتلامذته ومحبيه.. بعد أن أعطى جوهر فنه وحياته للأرض والإنسان في علاقة حميمة تحمل العمق والبساطة.. باختزانه تقانة شمولية تراكمية من خلال تعدديته الإبداعية كمصور وموسيقي وروائي وناقد.. وكانت لفتة كريمة تحويل مرسمه إلى متحف يحمل اسمه..

فاتح المدرس.. صاحب الرسوم البريئة والمطبوعة بغرائز الطفولة، ودهشتها البكر وتلقائية الخط واللون.. لم يترك لنا متحفاً للموت.. بل نبضاً دائماً للحياة.. فهو القائل:

»يبدو لي أحياناً أن الناس الذين كرسوا لذاتهم العقلية ـ على تواضعها ـ لعبادة عدد من الآلهة، ثم صلبوها في دهاليز الكهف الملعون، داخل جماجمهم، صاروا حرّاساً على متحف ميت.. وهناك أناس من الروعة بمكان يحاولون كالعصافير المهاجرة اختراق ذلك الجدار الشفاف في ظهيرة الحياة.. جدار السراب السحري. هؤلاء منحوا طاقة استشفاف مكانين وزمانين في لحظة واحدة...».

 

لم يرحل فاتح المدرس قبل سنتين.. بل تجذَّر في الأرض والإنسان!.

معلومات إضافية

العدد رقم:
153