علياء خاشوق في الطريق إلى «المشتهى»

«المشتهى» هو التجربة الأولى للمخرجة السورية علياء خاشوق في الأفلام الطويلة، يروي الفيلم قصة الكثيرين منا، أو بمعنى أدق يروي بعضاً من قصصنا كلنا دون استثناء. الشخصية الرئيسية للفيلم نقطة الارتكاز الأساسية (القصة كتبها أحمد معروف) لكل الشخصيات الأخرى، حتى لو كانت شخصيات ثانوية، لأنها تتكامل مع القصة الرئيسية في إطار رسم موحد هو المشتهى، وإن بأشكال وألوان مختلفة.

تعرف خاشوق المشتهى بأنه «المطلق أو المستحيل، وبأنه كل رغباتنا وأحلامنا التي نحب الطريق إليها، أكثر من الوصول إليها بذاتها؟». إذاً هو الحب لأجل الحب، شغف بالحب لا بالوصول إلى المحبوب، أو كما يقول ابن عربي «أي شوق يسكن باللقاء، لا يعول عليه».
«المشتهى» يرسم بدقة متناهية، من خلال قصص أبطاله، صوراً لمشتهيات كل هذه الشخصيات: قصة الحب التي تعود إلى الحياة، ولكن بوجه مختلف للحبيب الحاضر دوما في المشهد الخلفي مديراً ظهره للكاميرا. وقصة الحب التي تترنح تحت وطأة الإحساس بالخيانة. يمكن القول إن علياء خاشوق أرادت أن تؤكد أن الآخر المشتهى يبقى الدافع للحياة. أرادت خاشوق أن تؤكد أن المشتهى يلازمنا، يبقى معنا ولا يرحل.. تقول المخرجة: « عموماً أميل للعمل في السينما التي تتحدث عن النفس البشرية وأهوائها، وفكرة الفيلم من هذا النوع، بالإضافة لأنني أبحث عن المواضيع التي تحمل مشتركاً بين الجميع, أي غير المحلي، بل العام المشترك لدى جميع المتلقين. وسيناريو الفيلم يحمل هذا الملمح»، وحول أن الفيلم باللغة العربية رغم أنه صوّر في كندا تقول: «هو حب كبير لخلق أفلام عربية هنا، لست أدري تماماً، لماذا؟ و لكن ربما لمحاولة القول إننا هنا».

يذكر أن علياء خاشوق، خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق 1994، عملت في المؤسسة العامة للسينما، وشاركت في الكثير من الأفلام السينمائية السورية. أخرجت فيلمها القصير الأول «طريق باتجاه واحد» الذي يحكي عن المهاجرين العرب في كندا. وشارك هذا الفيلم في مهرجانات عدة. بعدها أنجزت فيلماً تسجيلياً عن تأثيرات أحداث 11 أيلول على حياة المهاجرين العرب في شمال أمريكا.
في سنة 2007، عادت إلى سورية حيث أنجزت فيلمين فيلماً درامياً قصيراً مدته  18 دقيقة، اسمه (كاسيت) ، وفيلماً تسجيلياً لصالح الأمم المتحدة عن كيفية نشر الفكر التطوعي في بلدان الدول النامية.
عادت إلى كندا هذا العام وانتهت للتو من تصوير فيلمها الطويل الأول، وهو الآن في مرحلة المونتاج على أن يكون جاهزا للعرض في بداية 2010.

معلومات إضافية

العدد رقم:
430