نعم ولكن .... ألن ينقذنا بيل غيتس

نعم ولكن ... ماذا عن الوظائف الجديدة العظيمة في عالم التقنيات العالية المتنامي؟ بالنسبة لجيل كبير من العمال فالثراء الأسطوري لعمال التكنولوجيا العالية في وادي السيليكون فالجواب هو «نعم ولكن». هنا حيث تعمل كبريات الشركات وتوظف مصممي ألعاب الفيديو في هذه القِبلة الرقمية، حيث توظف شركة AT&T الهاكرز (القراصنة ) من أجل إبقائهم تحت الرقابة، هنا حيث يصبح العمال الشباب مليونيرات. نعم ولكن بيل غيتس سيحل كل المشاكل أليس كذلك؟

لقد انتهت الفترة الذهبية لمهووسي الكمبيوتر ووظائف التكنولوجيا العالية اليوم مثلها مثل غيرها من الوظائف، ويوجد اليوم العديد من العمال الدائمين وإنما أيضاً المؤقتين والمتعاقدين في وادي السيليكون وأثبتت دراسة حديثة عن العمالة في وادي السيليكون أن 27-40% من العمال هناك هم «عمال طارئون».

حيث يتزايد استخدام المؤقتين بمعدل الضعف عن المعدلات في باقي الولايات المتحدة. وتقدر نسبة العمال المؤقتين الذين يعملون عن طريق وكالات الاستخدام في وادي السيليكون بثلاثة أضعاف النسبة الوطنية. وميكروسوفت لم تفتح الطريق وحسب لأرض المؤقتين الموعودة بل مافتئت تصغر حجم دائرة السباقين أي أوائل الذين عملوا فيها وتستبعد كل الجدد إلى دائرة المؤقتين. من خلال الاستخدام المكثف للمتعاقدين المستقلين والمؤقتين و«حلول العمالة ذات الخدمة الكاملة» عن طريق وكالات التوظيف حيث تصبح ميكروسوفت غير مسؤولة عن هؤلاء العمال بل تتسلم من وكالات التوظيف «عمال بدون ضريبة» مثل محبرة الطابعة فهم مجرد قطع غيار لا أكثر.

ويعمل هؤلاء المؤقتون في مختلف الأعمال الأساسية في ميكروسوفت فهم تقنيون ومصممون ومبرمجون ويقومون بالعديد من الأعمال ولا يمكن تمييزهم عن العمال «الحقيقيين» إلا بلون شاراتهم الزرقاء للدائمين والبرتقالية للمؤقتين.

وترسل ميكروسوفت المؤقتين إلى منازلهم في المواسم الضعيفة وتطلب المزيد في مواسم العمل الكثيف مما يؤمن مرونة فائقة لها في توسيع وتقليص دائرة العمالة حسب الطلب حيث يقول دوغ مكنا مسؤول الموظفين في ميكروسوفت: «نحن نستعملهم ليؤمنوا لنا المرونة والتعامل مع الظروف الطارئة.»

■  بتصرف عن نعومي كلاين

من هي نعومي كلاين؟

 

هي الصحفية الكندية صاحبة الكتاب الشهير  «NO LOGO» (بلا شعار) الذي قيل عنه أنه «انجيل الحركة» أي حركة مناهضة العولمة في العالم، والذي كُتب ببراعة وذكاء، مخبراً عن الثقافة التي تحولت من ثقافة بيع المنتجات إلى تسويق الماركات، ونحن بدورنا سننقل لكم على التوالي مقتطفات من هذا الكتاب الثمين الذي لم يترجم إلى العربية حتى الآن.

آخر تعديل على السبت, 26 تشرين2/نوفمبر 2016 21:35