من التراث الزعماء العرب يقتدون «بأبي رغال»
إذا سألت العرب عن الكرم والسخاء قالوا: حاتم وعبد الله بن جعفر و... و... والقائمة تطول... وإذا سألتهم عن الشجاعة قالوا: ابن الوليد والمثنى بن حارثة وعلي والكثير الكثير... حتى إذا سألتهم عن الظلم والقسوة تذكروا الحجاج وابن زياد وغيرهما ممن ظلموا الناس، وفي كل ناحية تجد أسماء العشرات وأحياناً المئات بمختلف الصفات و الصنوف.
لكنك إذا سألت عن الخيانة... ردد الجميع اسماً واحدا «أبو رغال» وهذا الرحل قصته معروفة لدى الجميع فبرغم مئات السنين التي مرت وآلاف الأحداث التي عبرت وغابت على أمتنا العربية والإسلامية مازال اسمه مدوياً في عالم الخيانة، ليس لأن مافعله كان عظيماً وشائناً فحسب، بل لأن العربي يكره الخيانة، وخاصة خيانة الأهل والوطن لذلك احتفظنا بهذا الاسم لمدة 1500 عام.
أبو رغال كان يعيش خارج مكة بعد أن طردته قريش من مكة بسبب فعل شائن، وكان محظوراً عليه دخولها.
في تلك الأثناء كان جيش «أبرهة» يعبر المناطق الوعرة قادماً من اليمن يريد تدمير مكة وأخذ «الكعبة» والعودة بها لليمن، للاستفادة من مكانتها الدينية والاقتصادية في مملكته.
لكن وعورة جبال مكة وكثرة شعابها جعلت هذا الجيش يتخبط في مسيره وكاد أن يضيع في الصحراء.
وكان كلما سأل جيش أحد الأعراب عن الطريق السليم المؤدي إلى مكة، ينكر الناس معرفتهم بالطريق بعد أن يشاهدوا جيشه الضخم ويعرفوا غايته الحقيقية بالعدوان.
«أبو رغال» وجد فرصته التاريخية للانتقام من قومه فقام بواجب الخيانة على أتم حال وسار دليلاً في مقدمة الجيش حتى وصل بهم إلى مكة والسعادة تغمر روحه، سيرى مكة تذبح والأهل سيقتلون ويتشردون وسيشفي غليله. ـ هذه الحكاية التي تداولتها كتب التاريخ ستمحى، لماذا؟
فنحن مازلنا نمقت الخيانة ونتباهى بالاستشهاد!! هل لأن «الرغالات» كُثر، لقد أضحى أبو رغال ملكاً وأميراً ورئيساً.
أمسينا في أمة تقاد بالخيانة وأبو رغال الماضي بات حدثاً عادياً بسيطاً.
«أبو رغال» يتباهى الآن بعروبته وبإسلامه، هو لم يمارس دور الدليل وحسب، بل إنه أصبح يهدم مع الهادمين، ويذبح مع الذابحين...
وأعداؤنا لم يكتفوا بالإشارة إلى فلسطين ولبنان وسورية والعراق، هم يطلبون الآن من أبرهة الصهيوني، قتل نسائنا وأطفالنا وشيوخنا... يطلبون انتزاع روح المقاومة فينا، يطلبون هدم كعبتنا وبيوتنا معاً، ولكن... بعد أن ولى عصر المعجزات... واختلفت علاقة السماء مع الأرض بانتهاء عصر النبوات.
فالطيور الأبابيل لن تأتي هذه المرة بالطريقة التي كانت سائدة.
الآن... نحن الطيور الأبابيل... وصواريخ الكاتيوشا بأيدي مقاومينا الطاهرين هي التي أصبحت حجارة السجيل ...
■ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.