موفق إسماعيل  موفق إسماعيل

حق تقرير اللجان

فاتحة الكلام:

(صار المذيع خارج الخريطة

وصوته

مازال يأتي هادراً:

نستنكر الدُويلةَ اللقيطة!)

يتكاثر الخطباء في بلادنا منذ مات صلاح الدين الأيوبي وقلَّ الشهداء في بلادنا مذ صارت الجماهير بيادق لا تنزل إلى الشوارع إلا بإذنٍ أو أمرٍ لسماع الخطيب الفصيح أمام بوابات الأمم المتحدة يصيح: «الكيان إلى زوال، إلى زوال».

وما من بيدق يغادر الرقعة ويقلبها على رؤوس الشيوخ المتربعين في صدر المضافات العروبية، تقطر عباءاتهم فُحولةً وهم يدعون للهِ: أنِ اقطع يا ربِ نسل اليهودْ.. ونَجِِّ أهلنا في فلسطينْ.. إنْ أمكن بيد الأمريكيين.. أنت يا أرحم الراحمينْ.. آمينْ!

ما من إمام يكفّر صلاة الأنفارْ، فيؤذن للصلاة جماعة في باحة الحرم الشريف فيشفي غلَّ العباد الواقفين قبل الراكعين.

حشرتنا القدس في أصعب زاوية، فشكَّلنا لجنةً فرَّخت عشرات اللجان. لجان تشتمُ أمريكا التي دخلت بلادنا راكبة ظهور التُجار أحصنة الاختراق الأصيلة. ولجان تفضح عنصرية الكيان المفضوحة أصلاً. ولجان تدين وحشية الاحتلال الذي ندفع له من جيوبنا ثمن أسلحة جُنده.

أما من لجنةٍ بعد نكبةٍ ونكسةٍ وانتفاضتين تُنظم زحف المحكومين نحو القدس بمئتي مليون عربي دون الحاكمين؟!

ختمة الكلام:

( يا قدس يا سيدتي.. معذرةً

جاءت إليك لجنةٌ

تبيض لجنتينْ

تفقسان بعد جولتين عن ثمانْ

وبالرفاء والبنين تكثر اللجانْ

سيدتي..

حيِّ على اللجانْ!)

 (الفاتحة والختمة للشاعر أحمد مطر)