إحراق الأوراق الثقافية.. الشرق والغرب ..المثلث والمستطيل والمربع

عندما كان جالساً في مكتبه في لندن أطلق ونستون تشرتشل وهو يشير بيده إلى الشرق عبارات: الشرق الأدنى والأقصى والأوسط.. وكل ما تحتويه هذه التقسيمات من أبعاد سياسية وجغرافية، تسهل للغرب التعاطي مع هذه المناطق ومن يعتقد لحظة أن هذه التسميات أطلقت اعتباطاً فهو على خطأ.

ومنذ ذلك الحين طبقت هذه التقسيمات في كل دول العالم، واعتمد هذا التقسيم، الاستعماري ليصبح مصطلحاً لا يغيب عن الآلة الإعلامية في كل دول العالم.. وبالرغم من معرفة أبعاد هذه التسميات  وخطورتها إلاّ أنها بقيت تساهم في حركة مخططات نفس العقلية التي أطلقت هذه التسميات.

الآن وبعد سنوات تبقى التسميات التي تطلقها عقليات مشابهة لعقلية تشرتشل الاستعمارية سارية في قاموس الإعلام، وهذه الإصطلاحات تتزايد. فبعد مرور سنين على شرقية بيروت وغربيتها، وجنوب الكثير من الأقطار وشمالها، والأضلاع في الكثير من العواصم،  ها نحن نسمع مصطلحات جديدة في العراق المحتل.

المثلث السني (الخطر) ... الجنوب الشيعي(الهادئ).. الشمال الكردي(الحليف)، وتنويعات أخرى على هذه التقسيمات التي بدأت تتغلغل حتى في خطاب الأقنية العربية كلها، حتى إذا جاء يوم باتت هذه التقسيمات أمراً طبيعياً وأقرب إلى العادية. 

من يتصور عراقاً يتألف من أشكال هندسية، من يتصور عراقاً يشبه كتب الرياضيات، من يتصور مستطيلات ومربعات ومثلثات.

هو العراق، هو بغداد والموصل، والنجف الأشرف، وكركوك، والبصرة، هو الفرات ودجلة، هو العراق.

■ عمرو سواح 

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.