ماذا تقول يا صاحبي ذاب الثلج ..!

■ وأخيرا ظهروا على حقيقتهم، لا حياء ولا خجل، عراة حتى من ورقة التوت، تفوح ريحهم النتنة التي تزكم الأنوف، وتصفع مناظرهم البشعة العيون، لقد صدمني ما رأيت وما سمعت، وأكاد أقول: لقد فاجأني ما ظهر من أمور!!. لدرجة أنني ظننت نفسي أهب

فزعا من كابوس رهيب على حقيقة أرهب!!.

•عمن تتحدث يا صاحبي؟ لقد أقلقتني، هل تتحدث عن الحكام العرب؟؟

■ نعم عنهم أتحدث، وهل هناك غيرهم؟ غير هؤلاء الذين ابتلت بهم شعوبهم، وعانت من تسلطهم وقمعهم ما عانت على مدى عقود، إنهم، والحقيقة تقال، لا يعرفون الخجل، ولا يتورعون عن التصريح بملء أشداقهم: أن العدو ليس إسرائيل ولا أمريكا، وإنما المقاومون!!! ألم تسمع ما قاله المصدر الرسمي السعودي وقاله عمرو موسى في مؤتمرهم الصحفي بعد اجتماع وزراء الحكام "العرب" ؟!.

•وما الغريب في الأمر؟؟ إنهم يوضحون حقيقة موقفهم الذي تعرفه شعوبهم تمام المعرفة. حتى الفتيان من أبناء شعبنا يدركون هذه الحقيقة

لقد كنا نسمعهم في المظاهرات التي هبت لدعم الانتفاضة الفلسطينية ومن ثم المقاومة العراقية حيث يهتف البعض منهم:

يا عبد الله يا بن سعود.... فيرد الجميع: خاين.. خاين

عبد الله يا بن حسين.... خاين.. خاين

ويا بن مبارك يا حسني.... خاين.. خاين

وهل هناك أوضح من هذا الهتاف وحتى بالاسم؟؟!.

 إن النظام العربي الرسمي، وكما قال ممثلوه في المؤتمر الصحفي وما يقولونه هم بأنفسهم في مؤتمراتهم، هو نظام ملتحم المصالح مع الأمريكان ومع إسرائيل الصهيونية التي يتبادلون معها العلاقات وحتى العناق والاحتضان، أولم تر مبارك والملك العبد بن الحسين وحتى عباس السلطة "الفلسطينية" كيف يحتضنون الإرهابي الصهيوني أولمرت خليفة شارون، ويصافحون وبكل الحرارة كفه الملطخة بدماء إخوتنا الفلسطينيين واللبنانيين؟؟!.

■ لقد كنت أظن أن الشعور الوطني أو القومي لا بد وأن يتحرك في وجدانهم، وهذا كما يقال أضعف الإيمان، لكنني كنت في واقع الأمر واهما، فلا وطنية ولا قومية ولا إيمان لديهم. لقد ذاب الثلج وبان المرج، وتكشفت الحقائق وتساقطت الأقنعة وتعرت المواقف!!.

• المرج الحقيقي يا صاحبي هو هذه الشعوب التي بنضالها وبتضحياتها، تصنع حاضرها ومستقبلها. ومن هذه الحقيقة الناصعة يدرك الجميع، أن المعركة التي تخوضها اليوم المقاومة الفلسطينية والعراقية والمقاومة والشعب اللبناني،هي معركة شعوبنا المتطلعة إلى الخلاص والانعتاق والتحرر، ومع القناعة أن الثمن لا بد أن يكون غاليا، وهذا هو مهر الحرية الحمراء، ولكن لن تستطيع الإمبريالية الأمريكية ولا الصهيونية المنفلتة من عقالها أن توقف البشرية عن متابعة طريقها المجيد نحو الغد الأفضل!!

■ إنني بصراحة، وعلى الرغم من تفهمي لكل ما ذكرته، أخاف أن يكون ما تقوله مجرد حلم، إن لم أقل مجرد وهم وقبض للريح؟؟!

• با صاحبي إنه الواقع على حقيقته، و ليس أدل على أن ما أقوله هو الواقع بعينه، من أن كل ترسانة الولايات المتحدة ومخفر حراستها الصهيوني المتخم بأسلحة الفتك والدمار، لم تستطع أن تخمد جذوة المقاومة الباسلة في كل من فلسطين والعراق، ولعل الشاهد الأوثق على ما أقول، هو هذه الملحمة الرائعة التي يسطرها اليوم أبطال المقاومة اللبنانية أمام أنظار العالم أجمع.. إنها صفحة الحرية والكرامة، إنها المعركة المظفرة، ولن تنتهي إلا بانتصار المقاومين الأبطال.

اسمع هدير الثائرين... الموت للمستعمرين.. لا مساومة.. المجد والنصر للمقاومة..

فماذا تقول يا صاحبي؟!.