تحقيق: علي نمر تحقيق: علي نمر

المشاهد يسجّل أقواله

بسبب كثافة عدد المسلسلات التي تعرض في الشهر الفضّيل، وضياع المشاهد بين مسلسل وآخر، قامت «قاسيون» بإجراء ريبورتاج عن أكثر المسلسلات السورية التي تعرض الآن مشاهدة، وما الأسباب التي دعت المشاهد إلى الاختيار.. من ناحية فكرة العمل أو السيناريو والحوار أو مدى الأداء الجيد الذي قدمه الممثلون.

المواطنة هيام موظفة في القطاع العام تقول: أشاهد المسلسلات التي تعرض في الفترة المسائية حصراً بسبب العمل، وأن أكثر المسلسلات مشاهدة لديها «رجال الحسم» كونه يقدم فكرة جديدة تعرض لأول مرة على الشاشة السورية، ولأنه يأخذ أبعاداً سياسية في الوقت ذاته من خلال إعادة تسليط الضوء على حقبة من الصراع العربي- الإسرائيلي التي بدأت تنتسى تدريجياً، وتضيف: أما المسلسلات الأخرى فتكون المشاهدة لدي حسب وقت فراغي.. فهي إما تجارب مكررة مثل «شتاء ساخن» الذي يقدم أفكاراً وطريقة قانونية قديمة جداً، وتعتبر هيام اختيار مشاهدة مسلسل أو مسلسلين أفضل طريقة لتجنب الضياع في متاهة المسلسلات، والتي يكون الممثلون فيها هم أنفسهم في أغلب الأحيان.

أما فادي فله وجهة نظر مختلفة إذ يقول: إن مضمون معظم المسلسلات ليس فيه جديد باستثناء «رجال الحسم» الذي قدم فكرة جديدة لكن فيها أخطاء كثيرة، فإذا قارنا هذا المسلسل مع ما قدمه الأشقاء المصريون عن صراعنا كعرب مع العدو الصهيوني فهناك فرق كبير، وأظن أن شخصية فارس لا تقارن مع رأفت الهجان مثلاً.. ويضيف بأن هنالك مبالغات في الطرح من خلال سهولة تأقلم البطل في ألمانيا ثم مصادفة حصوله على جواز سفر شخص يهودي ثم اختراقه لأمهر ضباط الموساد وكسب ثقتهم، وهكذا إلى أن يصل إلى إسرائيل دون أي عراقيل تذكر، فكل ما قام به الضابط فارس أو «إيشاك» نجح فيه ببراعة، أي الحبكة فيها الكثير من الأخطاء وأظن بعد كل هذا الصمت عن تقديم مسلسلات عن صراعنا مع العدو كان يتطلب جهداً وإعداداً أكبر. أما المسلسلات الأخرى التي يشاهدها فهي «باب الحارة» و«قلوب صغيرة»، وهو يتابعها لتمضية الوقت لا أكثر.

أما السيد أبو قطب (موظف) فيرى في المسلسلات السورية التي تعرض في شهر رمضان أهون طريقة للهروب من الواقع السيئ الذي يعيشه المواطن السوري وخاصة شريحة الشباب.. مضيفاً أن أكثر مسلسل نال إعجابه «رجال الحسم» الذي جاء في وقته، بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة، ويؤكد أبو قطب إنه كان لابد من البدء بتأريخ الصراع العربي الإسرائيلي وتقديمه درامياً، حتى يتسنى للجميع معرفة الطريقة والظروف التي أدت لنزوح عشرات آلاف السوريين عن ديارهم، وتغير نظرة المجتمع إلى النازح الذي هو بالنهاية مواطن سوري مثله مثل أي مواطن آخر. ويختم بقوله: إننا بحاجة لكل جديد، وبالنسبة للمسلسلات الأخرى فإنه يشاهد «طريق النحل» لبساطته في الطرح، أما «باب الحارة» فإنه يشاهده لأنه أصبح ضمن الروتين العام، ولابد من المشاهدة حتى تعرف ماذا سيحل بهذه الحارة ويطرح أبو قطب سؤاله مازحاً: مع هذا الكم من الأجزاء أظن أن أبني بعد ثلاثين سنة سيشاهد الجزء العشرين منه! أتمنى عدم حدوث ذلك ووضع نهاية للمسلسل.

أما الطالبة هناء (20 سنة) فتقول: أشاهد معظم المسلسلات، ولكن في أغلب الأحيان وبشكل متقطع، وأفضل مسلسل لديها «زمن العار» لتقديمه فكرة جيدة بخصوص الفتاة وما تتعرض لها في الأسرة والمجتمع معاً، وتنتقد هيام مسلسل «صبايا» الذي رأت فيه كل شيء إلا الواقع الذي تعيشه الفتاة السورية إذ  تبدو أن كاتبة المسلسل رنا الحريري قد عالجت قصة كم بنت تعرفهن، من ذوات الشأن وميسورات الحال متناسية الشريحة الأكبر في المجتمع من ذوي الدخل المحدود وسكان العشوائيات، أما «باب الحارة» فقد غدا مكرراً ولا جديد فيه. وتنهي هناء كلامها بالقول المهم إن  الدراما السورية ما زالت بخير وهذا هو الأهم.