بين قوسين: البحث عن «أبو شهاب»
مازال أهالي «باب الحارة» يفتشون عن «أبو شهاب» الذي اختفى من دون مبررات وجيهة منذ ما قبل المشهد الأول من الجزء الرابع، رغم إننا لم نلاحظ علامات قلق على وجهه في ختام الجزء الثالث.
لم يكن موجوداً مع محاربي الغوطة، ولا حتى في الحارة المجاورة بضيافة «أبو النار» الذي فاجأنا بتحولات دراماتيكية في شخصيته، وبات أحد أبرز الثوار الجدد في محاربة جنود المستعمر الفرنسي. المشاهد لم يتعب كثيراً في اكتشاف مخبأ «أبو شهاب» فقد شاهده في «بيت جدي» بكامل إكسسواراته وعدته الحربية، يهجم على الأعداء وينتصر عليهم بالسلاح الأبيض. خيّال حقيقي في الكر والفرّ، وكان بإمكانه أن يتسلل ببساطة إلى حارة الضبع، على الأقل للاطمئنان على زوجته، أو أن ينتقل من موقع التصوير إلى القرية الشامية القريبة على خيّال بارع مثله، ويلتقي صديقه القهوجي الذي انضم إلى ثوار الغوطة، ويشرح له أسباب غيابه، أو يختبئ عند «أم جوزيف». كما تلاحظون فإن الحلول المتاحة كثيرة أمام أبي شهاب، لكنه بقي صامداً في «الشام العديّة»، في وقفة عز لطالما عودنا عليها في «باب الحارة». لعلكم انتبهتم منذ أيام إلى أن زوجته التي بقيت في باب الحارة قد استعملت خنجره في مواجهة دورية تفتيش للبيت، ولعمري فإن هذا الموقف وحده يكفي. هناك مشاهد حدثت في غياب «أبو شهاب» ترفع الرأس حقاً، إذ أجبر أهل الحارة دبابات المستعمر على الانسحاب بعد أن نصبوا لها كميناً، واصطادوا عناصرها كالعصافير، وإن نسيت فلن أنسى الفكرة العبقرية باستعمال قناة المياه لتسلل أهالي الحارة إلى الخارج في حلٍّ درامي لا يأتي في بال صنّاع أفلام الكارتون.
هل سيعود أبو شهاب إلى الحارة في الأيام الأواخر من رمضان، ويشارك أهله أيام العيد؟
الفكرة مستبعدة، خصوصاً أن الممثلين وقعوا عقوداً على المشاركة في الجزء الخامس، فيما كان أبو شهاب يضع توقيعه على عقد مع شركة موبايل برقم فلكي، وهو ما أثار غضب مخرج باب الحارة، على اعتبار إن شخصية «أبو شهاب» تخص العمل وليس الممثل الذي يؤديها، فنفاه خارج الحارة، من دون أن يتمكن من قطع خطه في الاتصال مع جهات إنتاجية أخرى، وهكذا وجد مكانه بسهولة في «الشام العديّة». وبخصوص «أبو عصام» نطمئنكم إنه افتتح مشفى خاصاً، وصار طبيباً جرّاحاً لا يشق له غبار!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.