دمتم بخير هابي فالنتاين ....!!

مع التعازي والمواساة التي نقدمها لآل الفقيد الراحل رفيق الحريري ومحبيه الحقيقيين في الذكرى السنوية الأولى لرحيله والتي صادفت أول أمس في 14 شباط، لا نعرف كيف يمكن لنا أن نقدم التهاني في ذات الوقت لكل المحبّين والهيامى بمناسبة 14شباط عيد العشاق...!

في العودة إلى التاريخ، نرصد بعض الوقائع ويبقى القارئ خير من يربط ويحلّل.

 ■ أسطورة نشأة عيد الحب.. تتلخص في أن الرومان كانوا أيام وثنيتهم يحتفلون بعيد يدعى (لوبركيليا)، وكانوا يقدمون فيه القرابين لمعبوداتهم من دون الله - تعالى، ويعتقدون أن هذه الأوثان تحميهم من السوء، وتحمي مراعيهم من الذئاب. فلما دخلوا في المسيحية بعد ظهورها، وحكم الرومان الإمبراطور (كلوديوس الثاني) في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج؛ بحجة أن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كانوا يخوضونها، فتصدى لهذا القرار (القديس فالنتين) وصار ينظم عقود الزواج للجند سرّاً، علم الإمبراطور بذلك فزجّ به في السجن، وحكم عليه بالإعدام. وحين دخل الرومان في المسيحية أبقوا على العيد الوثني (لوبركيليا) لكنهم ربطوه بيوم إعدام (فالنتين) إحياء لذكراه.

■ في هذا اليوم أيضاً كانت تكتب أسماء الفتيات اللاتي في سنّ الزواج في لفافات صغيرة من الورق، وتوضع في طبق على منضدة، ويدعى الشبّان الذين يرغبون في الزواج ليخرج كل منهم ورقة، فيضع نفسه في خدمة صاحبة الاسم المكتوب لمدة عام، يختبر كلّ منهما خلق الآخر، ثم يعقدان الاتفاق (يتزوّجان)، أو يعيدان الكرّة في العام التالي يوم العيد أيضاً!

■رجال الدين الذين ثاروا على هذا التقليد، اعتبروه مفسداً لأخلاق الشباب والشابات فتم إبطاله في إيطاليا التي كان مشهورة فيه، لأنها مدينة الرومان المقدسة ثم صارت معقلاً من معاقل المسيحية.

 ■والآن و مع مطلع الألفية الثالثة  غدا العيد عيداً إلكترونياً، و أصبح الشباب قادرين علي إيصال مشاعرهم عن طريق نشرات الفضائيات ورسائل الموبايل، والتجمع في الساحات، وحتى من خلال الـ سوبر ستار!!

■عيد الحب الذي قد يعود منشؤه إلى أيام  الرومان الوثنيين قبل ما يزيد على سبعة عشر قرناً، ربّما بات يفضله بعض (عشاق) هذه الأيام، فتلة بالسيارة وبطاقتان بآلاف الليرات لحضور حفلة يحييها (عمالقة) الـ ستار أكاديمي!!؟؟. و أصبح الفالنتاين، يأتي مع موبايل دمعة أو قاهر الدمعة أو ..... ، ودائماً على حساب دموع وجيوب العاشق أو المواطن الغلبان!؟.

■عيد الحب بوروده الحمراء انتقل من معناه الروحاني في كثير من الأحيان إلى المعنى البروتوكولي مع حضور واضح للبريستيج السياسي أو العاطفي.

نعم إنها حمّى 14 شباط، فالكلّ تحدث عن 14 شباط.

شباب وشابات بحثوا عن (تقليعات) الألفية الثالثة في عصر الـ دوت كوم للفوز بقلب الحبيب!!

التجار والحرفيون و (البستنجية) بدؤوا التحضيرات منذ أسابيع !!

موظفون وعمال كادحون انتظروا  في هذا اليوم – ودون جدوى-  منحة جديدة على شكل ليترات مازوت وبنزين توزع مجاناً في علب حمراء!؟

الآباء والأمهات وضعوا أيديهم على قلوبهم قبل صدور فواتير الجوّال!!

حتى القطط أحيت وتحيي الاحتفالية في هذا الشهر بطقوسها الخاصة!؟

وفي بلد مجاور  كان بعض الشباب والشابات ومعهم بعض (الزعبرجية) يصيعون في هذا اليوم أكثر من أي وقت مضى، يظهرون على شاشات التلفزة، يحيون الحفلات، يحتسون الخمرة، يرقصون، يقامرون، يتقنون اللعب بالألفاظ، وحين سألناهم عن معاني 14شباط، استدركوا تناقض مواقفهم بالقول:"بدنا الحئيئة...!؟"

 

  ■ هاني الملاذي