نهب آثار العراق..

القطع الأثرية التي سلبت من المتحف العراقي بعد أن اجتاحت قوات الاحتلال الأميركية بغداد والعراق بأسره في التاسع من نيسان 2003، لا تقدر بثمن، وهذه الآثار التي تعد من أغلى وأقدم االلقى في تاريخ الحضارة الإنسانية أصبحت الآن منتشرة في متاحف العالم المختلفة كأمانات و(أملاك) شخصية للصوص الآثار، ومعظمهم يحملون الجنسية الأمريكية، أو ممن اشتهروا كعملاء للمخابرات المركزية الأمريكية.

وقد وضع العراق مؤخراً على قائمة تضم أكثر من 100 موقع أثري معرض للخطر في العالم بعد أن قرر الخبراء أنه أصبح بؤرة نشطة لسرقة الآثار، حيث تتعرض المواقع الأثرية العراقية يومياً وتحت رعاية قوات الاحتلال للنهب بدرجة كبيرة، مما يهدد باختفاء ما تبقى من آثاره القيمة خلال فترة وجيزة إن لم تضغط المنظمات الدولية المعنية، والجماهير العراقية وقواها السياسية الوطنية على قوات الاحتلال لإيقاف هذا النزيف المتواصل للحضارة الإنسانية المجسدة بالآثار العراقية.

وحسب صندوق الآثار العالمي فإن العاصمة الآشورية القديمة نينوى والزكورة في أور وفناء معبد بابل ومنارة سامراء وغيرها والتي يرجع تاريخ أقدمها إلى الألف الرابع قيل الميلاد، قد طالها حيف كبير وترك العدوان المتواصل ندوبه عليها، كما وأكد التقرير أن النهب والدمار أضر بمواقع أخرى لا تقل أهمية خاصة في الجنوب.

الأمريكان أنفسهم باتوا يعترفون الآن بحجم الكارثة، إذ قال (المدير!) الأمريكي لمتحف العراق دوني جورج الذي كان في بوسطن بالولايات المتحدة في الفترة الأخيرة للترويج لكتاب عن محتويات المتحف وعملية نهبها، إن "ما سرق ليس ميراث العراق وحده.. إنه ميراث الإنسانية وأصل الحضارة وعلوم الحيوان، فعندما تفقد مثل هذه الأشياء ولو حتى قطعة واحدة تكون الخسارة كبيرة".

 

هذه هي فضائل الاحتلال!! و هذه هي الحضارة الأمريكية التي قامت أساساً على نهب وقتل واستعباد الآخرين.. فلتتبدد الأوهام...