لسان اليد
كانتِ الكتابةُ، من بين ما كانَتْهُ، تُشَمُّ..!!
وكانت عضلات الأصابع، والأصابع السليمة للقلب السليم، تنمو مع ترقيشها مزيداً من الصّحف، لولا ضربة الحظّ القاصمة التي مثّلها الكيبورد!!
تساوت سلالة الورّاقين والخطّاطين الأصيلة مع الأصابع الغبيّة، في عمليّة تبغيلٍ هي الأشنع من نوعها..
انتهى العصر الذهبيّ لشغف الأيدي المبقّعة بالحبر والكلام.. وعلامة السّقوط الكبرى انزياح الأقلام والأرياش والمحابر عن واجهات مكتبات القرطاسيّة مخليةً المكان للوحات المفاتيح والطابعات وأحبارها..
لطالما حلمنا بقراءة النسخة التي كتبها نجيب محفوظ بخط يده، أو درويش، أو جبرا، أو أمل دنقل.. لطالما كنا نؤمن أن الكتابة موجودة في تلك النسخة وحسب...!!!
في البحث عن مسودات الكتّاب، أو عن صور عنها، من تلك التي تعود إلى عصر ما قبل الكيبورد، نجد أن أسوأ خط على الإطلاق هو خط محمد مهدي الجواهري، في حين تشرق أيدي محمود درويش ونزار قباني وسليم بركات...
الخطّاط الإسلامي ابن البوّاب قال مرة: «الخط لسان اليد».. الآن وقد صار الجميع يكتبون بالخطّ ذاته فلمن ذهبت البصمة..؟