ماذا تقول يا صاحبي "270"
• قرأت بداية الأسبوع ترجمة ذاتية موجزة للأديب المصري عبد الرحمن الشرقاوي مؤلف رواية الأرض التي وجدت طريقها الرحب إلى السينما كفيلم متميز من بطولة النجم المبدع محمود المليجي..
■ على سيرة ترجمة ذاتية، ما معنى هذا المصطلح بالضبط، وبخاصة ونحن نسمعه كثيرا؟
• معناه هو معنى الكلمتين "ترجمة وذاتية"، وما تحملانه بالتقائهما معا من معنى! وكما ورد في المعاجم، فكلمة ترجم في عبارة "ترجم كلامه" تعني بيّنه وأوضحه، وترجم كلام غيره، أي عبر عنه بلغة غير لغة المتكلم، وترجم الكتاب أي نقله إلى لغة أخرى، وقد تعني ترجمة الكتاب فاتحته!! وترجمة فلان: تعني سيرته وتاريخ حياته. أما كلمة ذاتية فهي مصدر صناعيّ من الاسم ذات، وذات هي مؤنث "ذو" أي صاحبة، كأن تقول: هي ذات مكانة أي صاحبة منزلة! والسيرة الذاتية هي قصة إنسان سردها بنفسه أي بذاته وأظن أن معنى مصطلح "ترجمة ذاتية أصبح واضحا ،أليس كذلك؟؟!
■ بلى، ولكن أيصح أن تكون ترجمة ذاتية لغير الإنسان. أي للأشياء مثلا؟!
• نعم، فمن الطبيعي أن يحمل الكلام معاني مجازية، وهذه ميزة أدبية تزيّن جيد لغتنا العربية، أو لم تسمع أغنية فيروز "ضحك اللوز".. لا تقل لي: إن الإنسان في هذه الأيام لا يضحك، فكيف يضحك اللوز؟!
■فهمت ما تعنيه لأنك ترجمته.. والآن ترجم لي عنوان الزاوية "270"
•اسمع يا صاحبي، العدد الذي بين يديك يحمل رقم "270" وهذا يستدعي أن نشعل شمعة احتفاء بصحيفتنا قاسيون، وأن نسرد بعضا من سيرتها الذاتية"إن صح التعبير"
ولكن باختصار يتناسب مع حجم الزاوية:
صدر العدد الأول من نشرة قاسيون في شهر آب عام 1967 باسم اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري في مدينة دمشق، وكان صدورها بأربع صفحات صغيرة قياس 33/21 وبثمن"25" قرشا سوريا، وقد كانت تصدر بست أو بثماني صفحات في بعض الأحيان ولم يكن صدورها منتظما دائما، ومن العدد "65"عام 1980، ومع ارتفاع الأسعار أصبح ثمنها "50"قرشا سوريا، وفي عام 1987 صار "100"ق.س، ومنذ العدد "130" عام "1994" صدرت بصفحتين قياس 36/26، ثم جاء العدد"144"بأربع صفحات" بورقة صفراء واحدة. أما الأعداد "145 حتى148 فكانت ورقتين بيضاوين قياس35/25 ، واعتبارا من العدد "149" أخذت شكلا قريبا من شكلها الحالي، ومنذ العدد"212"أصبحت ناطقة باسم الشيوعيين السوريين بناء على قرار المؤتمر الاستثنائي تاريخ18/12/2003 ومن بداية عام2004 كانتتتراوح بين اثنتي عشرة صفحة وست عشرة ، ومنذ العدد"232"أستقرت على ست عشرة صفحة...!
■هذا كله من حيث الشكل، فماذا عن المضمون يا ترى؟!
• المضمون يا صاحبي هو كما تطالعه في الأعداد التي بين يديك الآن، يتناول كل القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحزبية وغيرها من الأمور التي تهم الشعب والوطن محلية وعربية ودولية، مع زوايا متنوعة من مثل"على المحك"و"على الرصيف" و"نافذة على دمشق" و"حكايا أبو محمود"و"حديث الشام"و"أعمال مجلس محافظة دمشق" من كتابة رفاق تحت أسماء من مثل "الديك والوأواء الدمشقي وعروة الشامي ووحيد الشامي وغيرهم من الرفاق الجنود المجهولين الذين لم يبخلوا بجهدهم وطاقتهم وأعطوا ماء قلوبهم وألق عيونهم وعصارة أفكارهم، ومنهم من رحل عنّا أمثال عادل الملا وكمال مراد، ومنهم ما زال على رأس عمله، وبعضهم ترك العمل ومع ذلك لا يمكن أن ننسى إسهاماتهم وجهودهم، فهي حافز لنا لمتابعة العمل وبشكل أفضل فأفضل! ....وليكن ختام زاويتنا نموذجا من القضايا المحلية التي تناولتها قاسيون قديما، ففي العدد "86" ايلول 1986 "على سبيل المثال" مقالة كتبها صاحبك تحت عنوان:
"أصحاب الدخل المحدود والسكن والجمعيات":
نموذج حي لاستشراء الغلاء وبلوغه حدّ الخيال في ميدان السكن الشعبي الذي غدا بالنسبة لمئات الآلاف من المواطنين أصحاب الدخل المحدود ولا سيما الشباب حلما مستحيل التحقيق، والنموذج من إحدى الجمعيات السكنية التعاونية التي أنشئت أصلا لتساهم في تخفيف أزمة السكن ومساعدة أصحاب الدخل المحدود على إيجاد المأوى.!!! فقد أعلنت جمعية الإخاء القيمة التقديرية لمساكن بناء المحضر 4124 برزة مقالع الذي ما زال أرضا دون بناء:
1-الطابق الأول_سوكة جنوبي شمالي مساحة 109 م بمبلغ 438116 ل .س، وحشوة جنوبي شمالي مساحة 90 م بمبلغ 315837 ل.س وسوكة جنوبي غربي شمالي مساحة 107 م بمبلغ 479799 ل.س.. ولنقفز مباشرة إلى الطابق العاشر فسوكة الأولى بـ372399 ل.س والحشوة بـ268461 ل.س، وبحساب بسيط نخرج بالأرقام التالية: إذا أراد "حلم" كادح دخله الشهري ألف ليرة شراء حشوة في هذا الطابق العاشر فعليه أن يدفع عدا ونقدا 268461 ل.س فقط لا غير، أي كامل دخله لمدة اثنين وعشرين عاما وأربعة أشهر ونصف دون أن ينفق قرشا واحدا على غذائه ودوائه وكسائه وغير ذلك... والسؤال هو: ما العلاقة والأرقام واضحة بين أصحاب الدخل المحدود من عمال وموظفين وصغار كسبة وبين الجمعيات السكنية التعاونية؟! إنها للتجار وأصحاب الدخل غير المحدود..! فماذا تقول يا صاحبي؟؟!
وكل عدد جديد وأنت والقراء بخير.