رحيل الفنان العراقي فؤاد سالم
توفي في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة 20/12/2013 في أحد مستشفيات العاصمة السورية دمشق بعد صراع طويل مع المرض المغني العراقي المعروف فؤاد سالم عن 68 عاماً قضى أكثر من نصفها في الغربة بسبب الظروف السياسية في العراق.
وعانى فؤاد سالم في السنتين الأخيرتين من مشاكل صحية أدّت إلى إصابته بتلف في أنسجة الدماغ أفقده القدرة على النطق والحركة.
وقالت نقابة الفنانين العراقيين التي أعلنت النبأ إنها تعمل على إعادة جثمانه إلى بلده العراق.
ويعتبر فؤاد سالم من رواد الأغنية العراقية، وأسمه الحقيقي فالح حسن بريج من مواليد محافظة البصرة قضاء التنومة عام 1945. بدأ الغناء عام 1963 وكان متأثراً بالمطرب العراقي الكبير ناظم الغزالي، فكان أول ظهور علني له مع أول أوبريت غنائي عراقي (بيادر الخير) في بداية السبعينيات، ثم أتبعه بعد عام بأوبريت (المطرقة) ومجموعة كبيرة من الأغاني.
وظهر لأول مرة على شاشة التلفزيون عام 1968، وقد تبناه في بداية الأمر عازف القانون العراقي المعروف سالم حسين الذي اختار له اسم «فؤاد سالم» الذي اشتهر به.
ويعد سالم من أشهر الفنانين العراقيين الذين أغنوا المكتبة الغنائية بالأعمال الفنية التي لا تزال راسخة في ذاكرة ووجدان الجمهور العراقي الذي عرفه فناناً شعبياً عاصر وعاش هموم بلده منذ غادره في ثمانينيات القرن الماضي.
واشتهر سالم بعدد من الأغاني التي ذاع صيتها لدى الجمهور العراقي والعربي من بينها «بحر عينك» و«ردتك تمر ضيف» و«موبدينه نودع عيون الحبايب».
وغادر فؤاد سالم العراق في عام 1977 لأسباب سياسية تعلقت بانتمائه للحزب الشيوعي العراقي، حيث اشتدت الحملة التي قادها النظام العراقي ضد الحزب الشيوعي العراقي، وهي الحملة التي وصلت ذروتها في بداية الثمانينيات حيث تم اعدام عدد كبير من المناضلين الشيوعيين والمتعاطفين معهم. وعلى أثر هذه الحملة فُصل فؤاد سالم من وظيفته الحكومية في معهد الفنون الجميلة، كما منع من الغناء في الأماكن العامة ومنع من دخول مؤسسة الاذاعة والتلفزيون، ومنعت أغانيه من البث في تلك الفترة في الإذاعة والتلفزيون وكانت تسجيلاته تتداول سراً بين أصحاب مكاتب التسجيلات الصوتية، ومن ثم اعتقل.
ولكنه تمكن من الهرب متوجهاً إلى الكويت، وظل في بداية خروجه من العراق يتنقل بين عدة دول إلى أن استقر به المقام في دمشق التي توفي فيها.