بالزاوية : نانسي.. راغب.. محمد منير.. ومن بعد؟

بالزاوية : نانسي.. راغب.. محمد منير.. ومن بعد؟

يغلب على برامج مسابقات الغناء، طابع التسويق الإعلامي، ومع ذلك تلعب دوراً واضحا في التأثير على الوعي الاجتماعي وحشر الذوق الفني الجماهيري في مساحات محددة سلفاً من العقول المدبرة في كواليس هذه الوسائل الإعلامية

تكشف المتابعة الدقيقة لهذه البرامج تقديم جرعة كبيرة من الإشارات والرموز، كثير منها مصنع وموظف بغية توجيه رسائل سياسية معينة، وفي بعض الأحيان تقديم وجبة متكاملة من الأفكار التي تحل تدريجياً في الوعي، حيث تعبر ببساطة وسلاسة خلال العرض المبهر المتقن فنياً، والأمثلة كثيرة تبدأ بتصنيع فكرة الفنان النجم (السوبر ستار) بالطريقة الغربية، وخلق نموذج محدد من الذوق الفني وتكريسه  في وعي الجماهير، قد يبدو هذا الكلام مكررا ومملا للكثير من «المثقفين» لكن اللافت أن كثيراً من هؤلاء نجدهم في مقدمة من يطبل ويزمر لهذه البرامج وأحيانا لبعض «النجوم» الذين يتخرجون منها بشهادة عشق جماهيري تؤكدها استطلاعات الرأي الخاصة، والرسائل القصيرة الواردة لهذا (التلفزيون) أو ذاك، وهنا لا يستطيع أحد إنكار أن هذه البرامج قدمت أحياناً بعض المواهب الغنائية، ولكن الأهم هو ما يجري تكريسه لاحقاً في الوعي بما يحقق الأهداف التي تعمل عليها وسائل الإعلام، ومن تابع  برنامج،  Arab Idol استطاع الجمع بين ابهار بصري سمعي رهيب مع تقديم مجموعة من المواهب الغنائية المتميزة وقدم جرعة مضخمة من المفاهيم السياسية،  مثل بعض (الغمزات) واللعب على العواطف في الأزمة السورية، وغيرها..

وما لفت الانتباه هو مشاركة المغني المصري محمد منير في إحدى حلقاته وأداؤه لبعض أعماله المحببة عند الناس، وتقديم شهادة مديح مباشرة لتلفيزيون الـ(mbc)  فقد قال يشكر البرنامج: أنتم في الـ(mbc) نجحتم في حين فشلت كل السياسات العربية..!! نضع السؤال بشكله الحقيقي: بماذا نجحت هذه البرامج بالضبط؟ وكم حقق هذا الإعلام (النفطي) من أهدافه حتى الآن؟