رائد وحش رائد وحش

ربمــا..! رسائل قصيرة إلى أصدقاء لا تكفيهم المطوّلات

إلى طارق العربي:

القهر مؤسسة عريقة، شاء قلبك، لحسن الحظّ، أن تكون مديرها.. وشاء حظنا، لحسن القهر، أن تديرها بمنتهى البراعة والإخلاص، وما دمتَ تضخ سوق حياتنا بهذه القصائد فلنا الفخر حقاً بالصناعة الوطنية..
يروق لي، للمرة الأولى، الشرب بصحة «المؤسسة العامة للقهر»..

إلى كوليت أبو حسين:

نكون وحيدين حتى ونحن مع الآخر.. نكون وحيدين لأننا نريد أن نكون هذا الآخر، لكنه لا يفعل المثل..!!
 
إلى زياد خداش:

ترجّل قليلاً عن حصان اللغة، وجرّب أن تتمشور على حمار.. جرّب فقط..!!
 
إلى محمد العبّاس:

لا أزال أكرع تلك البيرة، على تلك الطاولة، مع ذلك الخِيَار والجَزَر المنكَّهَيْن بالليمون..
لا أزال أضيء العتمة بولاّعة السجائر.. ففي الغياب، التام الآن، يقول لي اللهب الضئيل إنّك لا تزال هنا، حتى وأنت هناك، حتّى وأنتَ مشغولٌ في الكتابة عن نصوص أستغرب الطاقة التي تدفعك أصلاً لقراءتها..
لا أزال في الغياب، في المكان الغائب، أجري طقس البيرة لأغيبَ بحثاً عن لحظة منادمةٍ قديمةٍ لا أريد لها أن تغيب..
 
إلى أيمن حسونة:

كلّه مسجّل عندنا:
1ـ صادقتنا نحن «فقراء عبس» من باب ولهكَ السياحيّ بالصعلكة..
2ـ شربتَ خمرنا على مضضٍ فأنت معتاد على النبيذ الفرنسيّ، ومنتجات  «جوني ووكر» الذي تترجمه ترجمة شعبية لاسترضاء روحنا القاعيّة: «يوحنا الماشي»..
3ـ ركبت تلك الحافلة الملأى بروائح الجوارب فأغلقت أنفك دون أن تنتبه إلينا ونحن نسجل ضدك الملاحظة التالية: نفسه تعاف رائحة الشعب!!
كلّه مسجّل.. فأين المفرّ؟؟
 
إلى أسامة ديوب:

تزوّج كل زملاء دفعتنا، وباستثنائنا أنا وأنت صاروا آباءً سعداء..
بقيتَ تواصل شرب المتة ولعب الورق والضحك طوال اليوم، قائلاً للأهل والأصدقاء إنك لن تتزوّج إلا حين تعثر على امرأة تعشق شرب المتة ولعب الورق والضحك طوال اليوم.. بينما بقيتُ عازباً لا أحب شرب المتة ولا لعب الورق ولا الضحك طوال اليوم.. بقيتُ عازباً أراقب الآخرين الذين حوّلتهم الأيام ورق لعبٍ..
 
إلى زياد الخالدي:

أمي تقول إنك مجنون، وتضحك من تصرفك الأخير..
أمي تقول إنك طيب، وتضحك من تصرفك الأخير..
أقول لها إنه مجنون لأنه طيب.. ثم أقول إنه طيب لأنه مجنون..
ونبقى نصرفك مرة في الطيبة ومرة في الجنون.. نبقى ندور حول الفكرة ذاتها، فكرة أننا نحبك، ولشدّ ما نحبك لا نعرف ماذا نقول..!!
 
إلى فاطمة موسى:

يومَ وعدتكِ بتأليفِ قرآنٍ صدقّتِ..
وحين عدّتُ بهيئة مسليمة الكذّاب منتحلاً آياتٍ ركيكةٍ رميتُها أمامكِ.. لم يكن إلا أن ذهبتِ. ليس لأنها لم تعجبكِ، بل لأنك أردْتِ أن تقولي دون أن تقولي: من يحبُّ عليه الاعتكاف دهراً في الغار ليخرج بقرآنٍ، فالقداسة ما كانت لتأتي ارتجالاً..!!