ربّما! للشعر
تمرّ في هذه الأيام، وتحديداً في يوم عيد الأم، الاحتفالية العالمية بالشّعر، وربّما لم يعد غريباً أنّ هذا اليوم الخاصّ بات يمضي دون انتباه من أحد. ونحن إذا نفتح، في هذه الصفحة، ملفاً لهذا الكائن الذي كثير من يتنادون يموته، فإنّنا نفعلها تأكيداً على أن الشعر ما يزال قادراً على إنزال الهزيمة بالموت والنسيان، مكتفياً بمساحة صغيرة، تكاد تكون العالم.
كلّ الشعراء الذين نستضيفهم هنا، انطلقوا في شهاداتهم من سؤال قديم: «ما مستقبل الشعر؟ وكيف ستكون صورة الشاعر حينذاك؟»، بناءً على الاعتقاد بأنَّ الأسئلة القديمة تظلّ مفتوحة على الدّوام، وكلّما أعيد طرحها من جديد تستعيد حيويتها وألقها، ذلك أنّها رهن الآراء والطروحات الجديدة، ولعلّنا لا نشط بقولنا: إن الأسئلة كلها، ماتزال هي هي، فيما الأجوبة تتغيّر، وتتبدّل، تتحوّل، باختلاف الزمان والمكان، على كلّ من السائل والمجيب.
في اليوم العالميّ للشّعر، والمفارقة المؤسفة أنه بات منفيّاً خارج العالم، يكفينا للاحتفال، أنّه مايزال صوت رغباتنا الدموية في مواصلة الحياة، ووصل ضفافها المتباعدة. فلنحتفل به إذاً، كما لو كان صديقاً في عيد ميلاده، وللمصادفةّ هو اختار عيده بداية الرّبيع موعداً دائماً.
لا نريد أن نضرب في الرّمال، ولا أنْ نقرأ الفناجين والأكواب، كي نطلق نبوءات خلبية لا يحتاجها أحد. كلّ ما في الأمر أنها الرغبة في الإصغاء إلى منطقة باتت مهجورة في أعماقنا وحسب. حسنٌ، لمَ لا نصغي إذاً وقد أتيحت لنا كل هذه الآذان؟
■ رائد وحش
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.