رائد وحش
ربّما! البدويّ الأخير
لا أدري لماذا نتهيّب الكتابة عن الناس العاديين، هؤلاء الذين دائماً ما يلهموننا بالكثير، وحين نقرأ رواية أو قصّة، أو نشاهد فيلماً، عن حياة واحد من هؤلاء، غالباً مايفقدون أسماءهم الحقيقية، ليتحولوا إلى أشخاص متخيلين، وكأن ما نقرأه لا يعنيهم، بل هو محض تأليف خيال الكاتب، هذا اللصّ الذي يحصد أمجاداً على حساب المجهولين، وفي الوقت نفسه نشتعل حماسة حين نتناول أحد المشاهير، وكأنهم البشر ومن سواهم لا..!
بعد هذا كله، سأكتب عنه، هو ولا أحد سواه: فواز العيدان(وبس)!
التقيت بفواز في مكان سئمتُ فيه المناقشات غير المنتهية حول الشعرية العربية، ومتطلبات المغايرة الفنية التي تفرضها معطيات العصر، ولأنه، دون الجميع، كان يتحدّث عن حبيبته، بدا لي أنه الشاعر الأول. أكثر ما يجيده هو التحدث عما فعله به الحب، فعاشق في مستواه لا يستطيع إلا وأن يتشبه بحبيبة يقوى بها، ويكبر في أحضانها.
في أقصى الشمال الشرقي يسكن هذا البدوي، في رغبة منه بممارسة بداوته على طريقته الخاصة،لا لشيء إلا لأنها بداوة من نوع خاص.
هو فواز العاشق، المثقّف، المضياف، البدوي، في خلطة نادرة قلما تجد هذا الانسجام في شخص واحد، حتى أنه يجعلك تعيد ذلك السؤال: كيف لك أن تكون إنساناً؟ ففي هذه الأيام تزوغ فكرة الإنسان عن معناها كثيراً، وكذا أشخاصٌ يصحّحون الخطأ، ويصوبون ضلاله، والمعادلة بحسب هذا البدوي: أن تكون نفسك ليس إلا!
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآ...لو تتفاقم حالة فواز العيدان.
