دوريس ليسنغ تحصد نوبل للآداب2007
أخيراً، وبعد المد والجزر، وبعد سيل من الترشيحات والتوقعات، أعلنت الأكاديمية السويدية، مخالفة كل التوقعات كعادتها، أن جائزة نوبل للآداب هذا العام هي من نصيب الروائية البريطانية دوريس ليسنغ، وبذلك تكون قد حصلت على مبلغ يزيد على المليون ونصف المليون من الدولارات، وبما يزيد أهمية عن الدولارات تكون ليسنغ حازت على لقب ثقافي يعد الأهم، على صعيد الجوائز التي تمنح لمستخدمي الأقلام في الكتابة الإبداعية على الصعيد العالمي، وتتجلى الأهمية هذه في أن اسم ليسنغ سينضم بشكل أوتوماتيكي إلى قائمة ستظل الذاكرة الثقافية البشرية تذكرها باستمرار باعتبارها تضم عتاولة الأدب وأفذاذه.
وبينما سينصرف البعض، ليبحث عن تاريخ ليسنغ، علَّه يصطاد عليها مأخذاً يحقق به سبقاً صحفياً، أو موقفاً من إحدى القضايا السياسية يخالف مواقفه ليظهر كمكتشف لفضيحة ساخنة، فيبدأ بعد ذلك محاكمته الأخلاقية التي لن تنتهي أبداً سينصرف الكثيرون في الوقت ذاته، مولَّين وجوههم شطر الشبكة العنكبوتية ليبحثوا عن نص يقرأوه لصاحبة اللقب الجديدة، أو علهم يعثرون على عمل مترجم، يجيبون به على التساؤل الذي يطرحه القراء سنوياً على أنفسهم؛ من هو حائز نوبل؟
القارئ العربي لا يعرف شيئاً عن دوريس ليسنغ، فلها رواية مترجمة وحيدة هي (العشب يغني1950) نشرتها دار الهلال بالقاهرة منذ سنوات. وبذلك تكون ليسنغ شبه مجهولة للناطقين بلغة الضاد. مع أن لها خمسين عملاً روائياً منها:( المذكرة الذهبية) و(أطفال العنف) و(السير تحت الظل) و(الإرهابيون).
ولدت صاحبة (الريح تحمل أحاديثنا) بـ (كارماتشاه) بإيران، وانتقلت لتعيش لاحقاً في زيمبابوي حتى الثلاثين من عمرها، لتتركها تحت تأثير الضغوط التي كانت تتعرض لها من قبل والدتها التي كانت تسيء معاملتها، ولن يكون هذا السبب هو الوحيد الذي سيدفع بليسنغ لتترك زيمبابوي، فهي منذ انخراطها في عداد المناضلين الماركسيين، بدت في الصفوف الأولى التي كانت تواجه سياسات التمييز العنصري التي كانت قائمة هناك، فهي بجرأتها التي لا تعرف محظوراً، والالتزام بالنضال في القضايا الاجتماعية هو بمثابة تحصيل حاصل. مما جعلها عرضة للمضايقات من السلطات العنصرية هناك، وعدا ذلك فإن ليسنغ تعتبر اليوم من مراجع الحركة النسوية في بريطانية، وإحدى أهم الأشخاص الذين يمثلون نضالات هذه الحركة.
تزوجت ليسنغ مرتين وأنجبت من زواجيها ثلاثة أبناء،ويبدو أنها عانت كثيراً في زواجيها إلا أن ذلك لم يثنها أن تكتب عن الطفولة والمرأة والحياة حتى آخر نفس، وهي إذ تبلغ الثامنة والثمانين بكل وقار، فإنها تعتبر نفسها شابة كما تقول في إحدى لقاءاتها الصحفية.