ربّما! عشر ة مسلسلات سوريّة
لو سألنا ما هي أهمّ عشرة مسلسلات في تاريخ الدراما التلفزيونية السورية، على غرار تلك الاستطلاعات التي يتم إجراؤها في الغرب لتحديد قائمة بأهم عشرة أفلامٍ في تاريخ الفن السابع.. لو فعلنا ذلك على ضوء منهجي، وباستبيان حقيقي لعيّنة متنوعة، ما الحصيلة التي سنخرج بها؟
يحفل تاريخ الدراما السورية بالعديد من الأعمال التي وصلت إلى مستوى الفن الحقيقي، قبل فورة السنوات الأخيرة، وكان لها دور كبير في التأسيس لما بات يعتبر صناعة سورية. والحق أنّ تلك الأعمال كانت تحمل قيماً فنية لم نعد نراها، كما كانت تنطلق من همّ تقديم فنّ بالدرجة الأولى، لا تحقيق ربح وانتشار كما باتت هموم صنّاع دراما اليوم.
لعلّ مسلسل «صح النوم» سيتصدر القائمة المقترحة بجدارة، فـ«حارة كل مين إيدو إلو» بشخصياتها المذهلة التي أداها فنانون عظماء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، جعلت من ذلك العمل تحفةً خالدة.
ربما لدى كل واحد قائمته الخاصة التي أعدها، بعد سنين طويلة، انطلاقاً من الذاكرة والذائقة الشخصية. لكنّ إعداد هذه القائمة يحتاج اهتماماً بالمسلسلات التي استطاعت، بفضل صنّاعها طبعاً، التأسيس لأشكال فنية متنوعة، ومثلت نقلات حقيقية كـ«نهاية رجل شجاع» الذي كان فاتحة لمشهدية بصرية قائمة على مضمون غني، أو «هجرة القلوب إلى القلوب» العمل الكبير الذي رصد لحظات حساسة في تاريخ الريف السوري، وقدّم عنقوداً من الشخصيات. أو «الزير سالم» الذي شكّل فتحاً جديداً لدراما تاريخية كبيرة ذات علاقة بالموروث الحكائي العربي، مع التأكيد على أهمية القراءة الدرامية للنصوص الراسخة، وتحديه لما هو قارّ في الأذهان. و كذلك «مرايا» ياسر العظمة التي مهّدت الطريق لظهور أعمال (ربما تكون قد تجاوزتها) تسعى للنقد عبر السخرية والتهكم من الواقع كـ«بقعة ضوء».
ويطول الحديث في هذا المجال الذي لا يتسع لأكثر من إشارات، لكن المؤلم حقاً أنه لا توجد حتى الآن دراسة نقدية عن هذه المسيرة، توضح معالم الخريطة وتضاريسها، وتستشرف مستقبلها..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.