«غيـرة البـاربـويـيـه» جرعة كوميدية خفيفة

تخوض فرقة أورنينا المسرحية مغامرة من نوع خاص في عرضها «غيرة الباربوييه»(نص موليير) وذلك من خلال إعادة العرض مرتين على التوالي، في محاولة اعتماد كاملة على أداء الممثل، وحسب رأي المخرج رأفت الزاقوت (بالاشتراك مع أمل عمران):«حاولت تقديم صيغتين لعمل واحد، وهي رغبة لاكتشاف مدى احتمال الجمهور». لكن هذا التوجه، خاصة في القسم الثاني، جعل الجمهور يتململ، فلاشيء تغير على صعيد الحوار، ولا الحدث، فقط تبدل الممثلون، وقليلاً من الأداء الذي فرضته طبيعة الممثل الجديد على الخشبة. كان ذلك التكرار هدف وحيد هو مناوشة النص بحرارة جسد آخر، انطلاقاً من فكرة أن المسرح فن الممثل.

لكن الأساس في «غيرة الباربوييه» أنه عرض يحمل كل خصائص مسرح الفرنسي جان باتيست موليير(1622 ـ1673) من الاستعانة بالأساليب كافة الفكاهية، وتحميلها أعمق الحالات النفسية. لفحص طبيعة العلاقات الإنسانية الهشة، فهنا يعاني الباربويه من زوجته، كما أن الزوجة تعاني منه، حتى أن حياتهما باتت شجاراً متواصلاً، ومن خلال هذه العلاقة المضطربة يحضر الآخرون ليقدموا هشاشاتهم الجوانية أيضاً، من التأنق اللفظي الفارغ للطبيب، إلى الصديق الخائن..

يحافظ العرض على الإطار الأول الذي كتب فيه، لكنه يقدم كفاءات نوعية لمجموعة من الممثلين الشباب الذين يعدون بالكثير.