صفر بالسلوك عالم الأزياء
لماذا يتضايق الحداثيون والمثقفون والمتطلعون إلى عالم أرقى من مشهد نساء يسبحن في البحر بعتادهن الكامل من مانطو وإشارب وست سبع طبقات تحتها من الملابس كي لا يتغلغل الماء ويفعل فعله في لصق الأشياء بالأشياء وشف ما يتم الشف عنه معاذ الله؟؟
لماذا يتضايق المثقفون من هذا المشهد، فيخبرونك بالمنظر متهكمين ومستهجنين وهم يحدثونك عن رحلتهم البحرية إلى رأس البسيط أو البدروسية، وهما مصيفان بحريان شهيران للدراويش من أبناء شعبنا من محبي الحياة؟؟
لماذا ينظر المثقف متعالياً وينعت هؤلاء بصفات أقلها «بجم»، ولا داعي لذكر أكثرها، ولا أتمنى أن يعتبرني البعض دساساً وناقل كلام ومحباً للنميمة ولتعليق الناس ببعضها، ولكن ما يحدث حقاً أن المتطورين عندنا ينزعجون من هذا المشهد ويسخرون منه، وعلى تعالوا شوفوا هالمنظر اللي بيموت من الضحك «نسوان بالمانطويات والإشاربات في البحر»، ليش مزعوجين؟ وشو اللي بيضحّك بالموضوع؟!!
هدول النسوان بدهن ينبسطوا بالبحر، وبدهن يسبحوا فيه كمان متلهن متل كل خلق الله، وين المشكلة إذا ظروفهن ما سمحت لهن بالسباحة بالبكيني المحبوب جداً؟؟ وين المشكلة إذا كانت المرأة نفسها حابة تسبح بهالأزياء؟! شو يعملوا لتنبسطوا... ما يسبحوا؟!.. ليش؟!.. من حق كل إنسان يسبح بالطريقة اللي بدو اياها، لكن سينبري أحد الشطورين وينظر إلي فاهماً علي ويقول: معليش معلم لا تبلفنا بكلامك هاد متل عادتك.. القصة في ألها شق تاني ألا وهو أنو هدول النسوان اللي عم يسبحوا بالمانطوية مو جايين لوحدهن ولا نازلين من المريخ.. هدول النسوان معهن آباء وأخوات شباب وأزواج.. وبصراحة هدول الرجال اللي معهن بينزّلوا نسوانهن بالمانطوية على البحر بينما نحنا بننزِّل نسواننا بالبكيني أو بالمايوه العادي الغربي.. يعني نسوانهن بيسبحوا بالشرقي وبيتفرجوا على نسواننا وبيتصببوا عليهن بالغربي.. بقى بيعجبك هاد الحكي؟!
ولي... خليني آخد نفس حاكم مداخلتك كانت قوية كتير، لكن فيها تناقض عجيب، فالبكيني الغربي اللي عم تلبسه زوجتك ما عم يركب مع عقليتك الشرقية، ورح قلك ليش شرقية، لأنك عم بتقول نسوانهم ونسواننا.. يعني أملاكهم وأملاكنا، يعني أكتر.. لساتك معتبر أنو أختك وزوجتك وبنتك وحتى أمك من أملاكك الشخصية، متل ما صاحبك الشرقي بيعتبر اللي عنده من نسوان عنده.. يعني أملاكه الشخصية، وهلأ ما جايي على بالي أحكي بهالموضوع لأنو صاحبة العلاقة ما عم تحكي شي.. ملتهية بالسباحة.. وبعد السباحة رح تكون مشغولة إما بطبخ طنجرة محشي على شاطئ البحر، وإما بالمانيكور والباديكور والسشوار والمشوار، فإلى اللقاء إلى ذلك اليوم الذي ستستطيع المرأة أن تختار الزي الذي يناسبها أثناء ممارسة هواية السباحة في البحر في حوار شيق وجذاب عن المرأة السورية، حوار لا يشبه هذه الحوارات التي يكذب فيها الجميع والمرأة صامتة بالطبع، حوار لم يحدث بشكله الحقيقي إلى الآن بسبب أب ظالم وأخ متسلط ومثقف مخادع وزوج غيور.