ندوة نقدية عن مجموعة «إنها الريح»: العمل الأول وسكين النقد
كعادته مازال المركز الثقافي الروسي بدمشق يواصل تنظيمه للفعاليات المختلفة ويستقبل المثقفين، وينشط لإقامة الأمسيات والندوات النقدية للعديد من المثقفين الكرد وفنانيهم، ففي مساء الأربعاء 11/6/2008، نظم المركز أمسية نقدية عن باكورة الشاعر عمر كوجري «إنها الريح» التي قدمها زميله الشاعر طه خليل على الغلاف كلمة احتفالية قال فيها: «عمر كوجري يرعى قصائده كما رعى الكوجريون أغنامهم من قبل، يتركها لترتع وتنتشر حيناً، وحيناً يلمها»
شارك في تلك الأمسية النقدية خمسة نقاد هم: د. خالد حسين، د. هايل الطالب، د. حمزة رستناوي، والأستاذ أحمد هلال، والأستاذة نورا محمد علي، وأدار الندوة الزميل إدريس مراد.
انقسم النقاد ووقف كل واحد منهم ينظر إلى المجموعة من خلال منظاره النقدي الخاص، فبينما ذهب رستناوي ونورا وهلال إلى الغوص في جماليات القصيدة لدى كوجري، وخاصة فيما يتعلق بالحالة الكوجرية في المجتمع الكردي، توصيفاً وتوظيفاً شعرياً موفقاً إلى حد كبير، هاجم كل من حسين والطالب المجموعة من بابها لمحرابها، لغة ومفردات وموضوعات، شرحاً وتحليلاً، في غياب كامل لإستراتيجية الكتابة. وقال حسين: النص افتقد إلى حساسية شعرية جديدة خاصة بالشاعر، وكأن المطلوب من شاعر في عمله الأول أن يكون «فلتة زمانه»، مع العلم أن الديوان كان قد فاز برعاية مؤسسة «سما كرد» للثقافة والفن في دبي من بين عشرات المشاركين في المسابقة، وطبعت المجموعة على حسابها. فأي عمل في بدايته لابد أن تكون عليه ملاحظات عديدة، ومهمة الناقد هي الإشارة إلى مواطن الخلل، وكذلك الإشارة إلى مواطن الجمال في النص، لا أن يكيل الناقد جام غضبه على كل كلمة من النص.
وكان الصديق الشاعر عمر كوجري قد ذكر لي أنه عرض نصوصه الشعرية على مجموعة كبيرة من الشعراء والنقاد، قبل التفكير بنشرها، أو إرسالها إلى الجهة التي طبعت العمل، ووزعته في مدن وعواصم عديدة، ومن بين هؤلاء د. خالد حسين، الذي أبدى إعجابه بالعديد من نصوص الديوان، وأشاد بشكل خاص بنص «حنين الماء»، وكانت ملاحظته الوحيدة على القسم الأخير منه «من دفتر العائلة» واعتبر قصائد ذلك القسم أقرب إلى السوسيولوجيا منها إلى الشعر.
على العموم، الأمسية كانت غنية بكل المقاييس، فقد حضرها جمهور مهتم ولافت، من النادر أن يحضر هكذا فعاليات، رغم أن الوقت لم يكن مثالياً، وخاصة بالنسبة لامتحانات الطلاب.