نصير شمة في يوم اللاجئ العالمي: الفنان أمام مسؤولياته الوطنية
لم يكن العزف وحده هو الذي أسبغ كل تلك الشهرة على الفنان العراقي نصيرشمة، فللدراسة الموسيقية التي انكب عليها، وما يزال، دور كبير في الشهرة التي وصل إليها.
لقد عمد شمة إلى صنع العود بثمانية أوتار مع صانع أعواد فلسطيني يعمل بالعراق، وعزف عليه، أي أنه حقق عملياً حلم الفارابي: «إضافة وتر أو نقصان وتر لا تعني شيئاً ذا أهمية». يقول نصير في إحدى حواراته: «أحياناً استخدم هذا العود في حفلاتي كهدية للجمهور، فعزفه أصعب من العزف العادي لأن به أربع مساحات صوتية في حين يحتوي العود العادي على مساحتين».
الحضور الاستثنائي لصاحب «حالات وجد» هو ما تجسد في دمشق حيث قدَّم، في دار الأسد للثقافة والفنون، حفلاً موسيقياً في العزف المنفرد على آلة العود الشرقية الذي رصد ريعه ليكون لصالح اللاجئين العراقيين في ذكرى يوم اللاجئ العالمي، كنوع من تذكر ما يحدث للاجئين العراقيين على وجه الخصوص في هذه الفترة. وقد بدأ شمة بمقطوعة عنوانها «مولانا جلال الدين الرومي»، الذي اختارته اليونيسكو في عام 2007 ليكون هذا العام «عام جلال الدين الرومي»، كما قدَّم مقطوعة «طاب صباحك بغداد» من وحي التراث العراقي، وتلاها بـ«بشقلاوة» مدينة الاصطياف العراقي، ثم استحضر أبا خليل القباني، في مقطوعة من التراث الدمشقي «يامال الشام».
ورغم احتواء البرنامج على مقطوعة مهداة لناظم الغزالي في برنامج الحفل، وهو ما لم يصرح به في مؤتمره الصحفي، فقد أجلت المقطوعة ومن ثم لم تعزف. وتضمَّن البرنامج «زهرة المدائن» كتحية منه للقضية الفلسطينية. وكان نصير شمة قال في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل يوم من حفلته: «إنه يحيي فلسطين في كل حفلاته من خلال موسيقاه»، وقد استضاف محمد عبد الوهاب في حواره الثاني مع الكبار.
ترافق العزف الذي قدمه الفنان مع خلفية من الصور الضوئية التي التقطت له ولبعض اللاجئين العراقيين خلال تواجدهم في مواقع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ورغم طابع الهم العام، إلا أنَّ شمة يخصّص في ذلك جانباً ذاتياً له في هذه الصور، لاسيما أنه يظهر في جزء منها.
كرَّر نصير شمة خلال الحفل شكره لسورية وللشعب السوري، على استضافته للاجئين العراقيين.