«لورنس العرب»: تحولات التاريخ المعاصر من وجهة نظر عربية.
يقدم المخرج ثائر موسى شخصية لورنس العرب، في عمله الدرامي الجديد الذي سيعرض في شهر رمضان، بشكل مختلف عما سبق تقديمه في سينما هوليود سابقاً، حيث سيبدأ تصوير العمل في بداية شهر تموز الحالي، عن سيناريو للكاتب هوزان عكو وسيتم تصويره في أكثر من 160 موقعاً في أنحاء سورية كافة.
المسلسل عبارة عن إعادة قراءة للتاريخ عن فترة 1914 إلى 1918 من وجهة نظر عربية خالصة، يشارك مجموعة من الفنانين السوريين من بينهم: جهاد سعد، مرح جبر، رنا أبيض، زهير رمضان، عبد الرحمن أبو القاسم، مازن ناطور، سعد مينة، عبد الحكيم قطيفان، سلوم حداد..
يبدأ العمل من عام 1914، الذي كان عاما يشهد غليانا في العالم أجمع. فأوروبا على أعتاب الحرب العالمية الأولى، والإمبراطورية العثمانية تحشد قوتها لمعركة حاسمة أخيرة لحماية إمبراطوريتها العجوز من الانهيار، والبريطانيون في مصر والشام يتربصون بها ويزرعون شبكات التجسس. كان توماس أدورار لورنس مايزال يعمل مساعداً في عمليات التنقيب عن الآثار، شمال سورية. في الوقت الذي نجحت فيه شبكة آل آرنسون اليهودية الاستخبارية في زرع ابنتهم الصغرى سارة في قلب مركز الحكم التركي في بلاد الشام بعد أن باتت العشيقة الأبرز لحاكم بلاد الشام والحجاز حينها جمال باشا، تلك كانت الفترة التي عكف لورنس فيها على تحسين معرفته باللغة العربية.
بدأ نجمه يلمع حين أمر اللورد كتشنر بعمل مسح عسكري شامل في سيناء، حيث تم استدعاء لورنس من كركميش للمشاركة في المهمة، لإضفاء الطابع الأثري -وليس العسكري على أبحاثها- فذهب لورنس في أول مهمة له برفقة صديقه العربي المذهل داحوم. وانطلقت عملية المسح في وقت مبكر من عام 1914، وبعد أن أنهى لورنس مهمته هناك عاد مع صديقه في رحلة إلى القلاع في بلاد الشام. ثم بدأت الحرب العالمية الأولى، عاد بعدها لورنس مرة أخرى من لندن للمنطقة العربية في يونيو 1916، والتقى الشريف وبعد مرور ثلاثة أشهر من اندلاع الثورة العربية الكبرى، لتبدأ من هناك الأحداث الأكثر أهمية في حياة لورنس والتي حملته في ما بعد ليدخل التاريخ، مروراً بعدة مفاصل هامة في الثورة العربية كعلاقة لورنس بالملك فيصل وما كانت تربطهما من طموحات متماثلة فيما يتعلق بالمزيد من التطوير للثورة العربية والانطلاق بها قدماً، وكذلك التطورات التي شهدتها الثورة مثل ظهور بطل عربي جديد يتمثل بزعيم قبائل الحويطات المخضرم الشيخ عودة أبو تايه، الذي بدا للورنس مقاتلاً يحمل هالة القرون الوسطى الرومانسية.
وصولاً إلى الأيام الأخيرة التي قضاها لورنس في دمشق، والتي كشفت الخديعة التي تعرض لها العرب من البريطانيين الذين تنكروا لفيصل وللعرب، فوجد لورنس نفسه وحيدا منبوذا من حلفائه العرب ومخذولا من حكومته، ولم يعد أمامه غير مغادرة دمشق خائبا بعد أن نضبت الينابيع الرئيسية للحركة العربية بالنسبة له، تاركا وراءه ذكريات أليمة و مبهجة من حرب دخلها حالما وخرج منها مخذولاً مزيناً برداء الخديعة.