كي لا يصافح موسيقية صهيونية: ويليام نصار يتنازل عن جائزة أفضل مقطوعة موسيقية
تنازل المؤلف الموسيقي والمغني السياسي اللبناني ويليام نصار عن جائزة أفضل مقطوعة موسيقية في مهرجان الموسيقي العالمية في كيبيك حيث كان عليه مصافحة الموسيقية الصهيونية أيلينا أنحايل إثر المنافسة النهائية بينه وبينها، وهو الأمر الذي رفضه نصار قائلا: «لست بحاجة لتلك الجائزة ولتقطع يدي ألف مرة قبل أن أصافح ممثلة دولة محتلة لبلادنا وتقتل أطفالنا كل يوم، واذا كان حصولي على الجائزة مرهونا بهذا الشرط فأنا لا يشرفني أخذ جائزة على حساب محو ذاكرتنا ودمائنا» .
هذا التصريح استفز لجنة المهرجان التي اعتبرته رداً غير دبلوماسي وغير ذي صلة بأهداف المهرجان والتي يراد منها نشر الثقافة الموسيقية، وجعلها تسحب الجائزة والتي تقدر بحوالي 60 ألف دولار بالاضافة إلى مجسم بيانو من الذهب الخالص.
الا أن نصار أكّد على موقفه المبدئي مجيبا اللجنة بكتاب خطي أنه لا يمكن فصل الموسيقا عن أي موقف سياسي، أو قضية عادلة فالموسيقيابالأساس هي لتهذيب الروح فكيف يمكن لموسيقي أن يتبنى وجهة نظر دولة تمارس قتل أرواح الأبرياء في فلسطين ولبنان والجولان والعراق؟ عدا عن هذا الأمر فإن مشاركة الموسيقية الصهيونية في مقطوعة موسيقية تنسبها إلى التراث اليهودي، وهي بالأصل لفنان العرب سيد درويش «يا بنات اسكندرية» أمر سياسي بالدرجة الأولى. فبعد الهولوكوست التي تحصل في فلسطين ولبنان كل يوم وبعد الاستيلاء على أراضي فلسطين لا يسمح لي ضميري أن أتغاضى عن اغتصاب موسيقانا وثقافتنا وتراثنا أيضاً من أجل الحصول على جائزة .
وأضاف نصار، أعلم أن قراري هذا سيترتب عليه الكثير من المواقف وردات الفعل وربما تكون شخصية، إلا أنني أعتز بقراري هذا خصوصا أنه يتزامن مع الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين وكأنها مصادفة مرتبة للتذكير بحق الشعب الفلسطيني في العودة إلى المدن والقرى التي هجر منها بالقوة، وهي أسوأ كارثة بشرية حدثت عبر التاريخ الإنساني والعالم كله صامت أخرس .