بين قوسين: ازدحام مروري
انطفأت حمى الدراما التلفزيونية بانتهاء موسم رمضان الجنوني، إذ كان على المشاهد المواظب، أن يتابع نحو ألف ساعة تلفزيونية اقترحتها الشركات الإنتاجية السورية.
لا نستطيع أن نتذكر مسلسلات بعينها، حيث اختلطت المشاهد بشكل فوضوي، ما أدى إلى ازدحام مروري في دروب ذاكرة الشاهد.
سنقول باطمئنان إن هذا الموسم افتقد إلى عمل تلفزيوني ثقيل يحقق إجماعاً جماهيرياً.. الصخب الذي لاحق مسلسل «ما ملكت إيمانهم» هو مجرد إشاعات عن جريمة جرأة... ما شاهدناه في الواقع رؤية شعبوية لقضايا تحتمل عمقاً فكرياً أكبر. لا يكفي أن نتبنى قضايا إشكالية بمفاهيم سطحية. فمواضيع تتعلق بالإرهاب تحتاج إلى قدر أكبر من التشريح العميق.
نذهب إلى الثمانينيات بنفخة جرأة أخرى، لكن فحصاً دقيقاً لأطروحات «لعنة الطين» يكشف عن تغييب متعمد ربما، لجوهر تلك المرحلة الشائكة.
جرعة الكوميديا جاءت فجة على يد صناع «أبو جانتي ملك التاكسي»، فهؤلاء قدموا سائقاً قديساً، نحن في الواقع لم نلتقه في شوارع دمشق مرة واحدة، وفي حال التقيناه فنحن لا نتذكر صراحة إلا شجاراً ما، حول العداد، أو حول احتيال يثير الأعصاب. ينطوي هذا العمل على كذبة أخلاقية ترضي صورة الممثل الذي يلعب الدور أكثر منها صورة واقعية عن ملوك التاكسي.
ولكن كيف نرسم صورةً واضحة لهوية الدراما السورية الجديدة؟
على الأرجح إنها دراما الممثل بغياب العمل المتكامل، فقد تابعنا مهارات ممثلين بأدوار فردية، اثبتوا قدرات واضحة في تأكيد هوية هذه الشخصية أو تلك... بسام كوسا في «وراء الشمس»، جمال سليمان في «ذاكرة الجسد»، أندريه سكاف في «ملك التكسي»، سلافة معمار في «أبواب الغيم».
بالطبع علينا أن نحيي فريق «ضيعة ضايعة»، فقد كان العلامة الكوميدية الوحيدة في هذا الموسم. كوميديا سوداء من المقام الرفيع... انتبهوا إلى الإشارات المضمرة في متون هذا العمل.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.