ترجم لنا عبادة بن البوظو ترجم لنا عبادة بن البوظو

في رحلات «شروح الرأسمالية وأزمتها 2009»

كان ياما كان بحديث الزمان.. كان أن كنّا منهمكين، نحرر آخر صفحات عدد «قاسيون» المتين، وإذا بـ«إيميل» يطرق بريدنا على «الهوتميل»، ويأتينا بقصة تعجز عن تفسيرها جامعات «السوربون» و«كامبردج» و«ييل».


تقول الحكاية:

إنه في شهر آب على البحر الأسود، كانت السماء تمطر بغزارة على بلدة صغيرة شبه مهجورة على جبل أجرد.. فالأوقات عصيبة، والكل يعيش على ديون متراكمة بسبب المصيبة.

فجأة يهل سائح غني في البلدة الكئيبة، ويدخل أحد ما تبقى من فنادق لم تطأها منذ زمان رجلٌ غريبة..

يرمي السائح أمام المتثائب على طاولة الاستقبال، بمئة «يورو» من القطع المحال، ويذهب ليتفقد الغرف في الأعلى، علَّه يعثر على واحدة عنها يرضى...

برفّة عين، طار صاحب الفندق بالنقد الثمين، وذهب ليسدد دينه لدى اللحّام «توماس كوين»..

توماس لم ينبس بكلمة، وطار بالعملة، لسداد دين مربي الخراف، تاجر الجملة..

مربي الخراف، أسرع ليسدد دينه لدى من يزوده بالوقود والأعلاف...

مزود الأعلاف حضن المال، وتوجه في الحال إلى المومس اليتيمة في البلدة، والتي باتت تقدم «خدماتها» بالدين، ومن دون لحاف أو مخدة...

هرعت البغي، بالجني، وطارت مجدداً إلى الفندق دون لأي، لتدفع إيجارات سابقة، لغرف جرجرت إليها زبائن «قرف»، بلا خمر ولا ترف..

من دون أي مجادلة، أعاد الفندقجي المال إلى الطاولة، بحيث لا يتعرض من الضيف لأي شك أو مسائلة...

عند هذه الدقيقة، وبعدما لم يجد أي غرفة أنيقة.. نزل السائح بوجه كالح.. أخذ ورقة أمواله، وعلى الفور شدّ رحاله..!

لم يكسب أحد شيئاً.. لكن كل فرد من أبناء البلدة بات من ديونه حراً، وبات يتطلع للمستقبل بتفاؤل المالك قصراً..

وبهذه الآلية والطريقة، أيها السيدات والسادة، تتخذ الحكومة الأمريكية اليوم لتجارتها واقتصادها، عادة..!

ولكن من سيخرجها من أزمات، للأفق أمامها سدّادة..؟!!

آخر تعديل على الثلاثاء, 12 تموز/يوليو 2016 15:05