اصدارات

في سياق ترجمته لعلامات بارزة في الشعر الأمريكي الحديث قدّم المترجم السوري أحمد م أحمد شاعرين بارزين هما: روبرت بلاي وبيلي كولينز. عبر مجموعتين اختار فيهما قصائد متنوعة تقدم نظرة مقربة لعوالم لكل منهما. الكتابان صدرا عن دار "أرواد" في طرطوس.

لعل الخريف هو اللحد

ولِد روبرت بلاي عام 1926 في غربي ولاية مينيسوتا، وقد اعتُبِر أحد أهم الأسماء الشعرية التي شكّلت المشهد الشعري الأمريكي. أصدر بلاي أكثر من ثلاثين مجموعة شعرية، إضافة إلى الكثير من الأعمال في النقد والترجمة. تميز بلاي كونه النصير الأقوى للحركة «الإيماجستة»، التي تعتمد الصورة السُريالية ومبادئ يونغ السيكولوجية ومهارته في التعبير عن حالات عاطفية ورؤيوية. ساعد بلاي عام 1967 على تنظيم «جماعة الكتاب الأميريكيين ضد حرب فيتنام» وذلك بتنظيم المسيرات وقراءة الشعر داخل الجامعات.

منذ بدايته، حرص بلاي على انتقاء لغة شعرية حاضنة لإرثٍ ثقافي واجتماعي لا يُنكره الشاعر، بل يستدعيه ليمزجه ببراعة شعرية تُثير العواطف ولا تُنهِكها بفائض غير مرغوب فيه. إذاً هو شعر تخلقه حركة مندفعة وواعية لتتكسر فيما بعد وبأمان في وعي القارئ.

 

الحيــاة مسـدّس محشـوّ يحدّق فيك بعين صفراء

حصد بيلي كولينز في التسعينيات جملة جوائز، في الأعوام 1992و1993 تم تصنيفه كأفضل شاعر أميركي بعد مجاميعه التي لاقت رواجاً والمبيع الأكثر في الشعر وهي ديوان "تسعة خيول"، وديوان "أسئلة عن الملائكة"، وفي تلك السنة اختارته (نيويورك تايمز في استفتاء لها، شاعر أميركا الأكثر شعبية).

من الكتاب: لن يكفَّ كلبُ الجيران عن النباح/ ينبح النباح الإيقاعيّ المرتفع نفسه/ فهو ينبح كلما غادروا البيت./ لا بدّ أنهم يقومون بـ«تشغيله» قبيل خروجهم./ لن يكفَّ كلبُ الجيران عن النباح. / أُغلِقُ نوافذ البيت كلَّها/ وأشغِّلُ سيمفونيةً لبتهوفن إلى الحدّ الأقصى/ ولا يزال بإمكاني أن أسمعه مكبوتاً في خلفية الموسيقى،/ينبح، وينبح، وينبح،/ والآن أراه جالساً وسط الأوركسترا،/ رأسه مرفوعٌ بثقةٍ كما لو أن بتهوفن/ قد أدرجَ مقطعاً لكلبٍ نابح.