فنجان قهوه
تحمل فنجان قهوتها الصباحية، تنظر من شرفة البيت المطل على اطراف دمشق، لا ترى غير سحابة دخان، تسمعُ دوياً عالياً تَفزع، وإن كانت قد تعوّدت عليه، وتفزع معها العصافير المشاكسة التي تزقزق على شجرة تتكىء على شرفة المنزل و تطيرُ بعيداً الى اللامكان.
يبداُ الروتين اليومي الدويّ.. القصف، أخبار التفجيرات، عدد القتلى.. تتنهّد ، تتساءل أيُّ ابليس فتح ابواب الجحيم هذه علينا، موعد الدوام الرسمي قد اقترب، تحمل حقيبتها وتمضي، وتترك فنجان القهوة هنا دون أن ترتشف منهُ لم تعد تحس بنكهة قهوة الصباح، وهي التي تعوّدت عليه منذ سنوات، الحرب قتلت من قتلت وغير ت كل ما هو جميل من الطقوس اليومية لمن لم يطاله الموت بعد..